حتى لا نسقط في بالوعة التقوى الكاذبة

مقال الأنبا بيشوي الذي ينكر فيه أنه رشَّح نفسه لا يمكن أن يصدر عن أمانة أرثوذكسية، إذ لا يمكن إرغام شخص ما على قبول الترشيح مهما كانت الضغوط طالما أن لديه قناعة قلبية بالبقاء في خدمة الإيبارشية التي أُقيم عليها أسقفاً (دون السن القانوني)، فهو بذلك يسجل على نفسه اعتراضاً ذا دلالة لأنه لا يقول الحقيقة، ومن لا يقول الحقيقة، فهو غريب عن شهادة وعمل روح الحق.

ونحن نعلم أن الأنبا موسى رفض رفضاً قاطعاً ترشيحه لمنصب البطريرك رغم ما مورس عليه من ضغوط.

على أن ما يستوجب الحذر هو ما يتردد من أخبار تصلنا لا ندري مدى صحتها، وهي أن الأنبا بيشوي يستقوى بالإخوان المسلمين، وأن إنذاراً أُبلغ عن مرشد الإخوان لنيافة الأنبا باخوميوس بأن يسعى لوضع الأنبا بيشوي في منصب البابا .. هذه أقاويل يجب على الأنبا بيشوي أن ينفيها بنفسه، وأن يكذِّبها إذا كان لديه رغبة حقيقية في أن يظل مسيحياً قبل أن يكون أسقفاً؛ لأن الأسقف الشهيد أغناطيوس الأنطاكي قال: “صلاتي أن أكون مسيحياً”.

نصلي لمن هاجم الإنجيليين والكاثوليك ووضعهم في جهنم، ثم عاد لكي يظهر في اجتماعات القس سامح موريس، بل وينشر مقالاً على الانترنت يشرح فيه شركاء الطبيعة الإلهية (2 بطرس 1 : 4) بأنه الخلود وغيره من عطايا الله، بينما قام بنفسه بحشد 72 أسقفاً لتوقيع الحرم على كل من يعود إلى تعليم الآباء عن شركة الطبيعة الإلهية!!!

شخصٌ “متلوِّن” بهذه الصورة لا يمكن أن يثق فيه أي مسيحي.

أما عن محاولة فرض رأيه الخاص على القانون الكنسي، فقد جانبها الصواب لأن قوانين الرسل جاءت في وقت الإضطهاد، ولما جاء الأساقفة إلى مجمع نيقية 325 كان بعض هؤلاء قد خرج من المحاجر والسجون وبعضهم نال لقب “المعترف” لأنه اعترف بالايمان ولم يستشهد.

والأنبا بيشوي هو صاحب الفتوى بعدم ذكر شهداء عصر الأنبا شنودة مثل شهداء الزاوية الحمراء، والفكرية – أبو قرقاص، والكشح، وأخيراً الإسكندرية، بدعوى أننا لا نعرف إن كانوا قد ماتوا في توبة!!! وهو غطاءٌ حجب به السبب الحقيقي، وهو خضوعه التام لما ساد في أروقة مباحث أمن الدولة (سابقاً).

وها نحن نذكِّره ونذكِّر غيره أنه لولا قانون 15 من قوانين مجمع نيقية، لقَبِلت الكنيسة الأسقف غريغوريوس الكبادوكي الأريوسي الذي سعى لإغتصاب كرسي مارمرقس في محاولة للقضاء على القديس أثناسيوس عام 339.

أمَّا أن يلوي الأنبا بيشوي عنق الحقيقة ويوهم البعض بأن القانون الكنسي يسمح بنقل أسقف الإيبارشية من أجل منفعة المؤمنين، فهو ما يجعلنا نتساءل:

– هل ثبت أن الأنبا بيشوي هو أعظم لاهوتي في الكنيسة حتى يُنقل من دمياط وكفر الشيخ إلى القاهرة؟!!!

– هل هو أكثر الأساقفة قداسة، وهل هو خادم المحبة الذي يقبل أن يكون في صورة العبد مثل سيده ربنا يسوع (فيلبي 2 : 6)؟!!!

– هل ثبت أنه درس اللاهوت ونال شهادة من معهد أرثوذكسي؟

أقول له تراجع؛ لأن الذي قال أنا دكتور في العناد يرقد الآن في مستشفى سجن طره.

وتذكَّر يا نيافة الأسقف أن مَن سقط على الحجر يُصاب بجروح بالغة، أمَّا من يسقط عليه الحجر فسوف يسحقه الحجر، فلا تجرِّب رحمة ومحبة مخلصنا محب البشر.

أما نحن فيجب علينا أن نحذر من أن نسقط في تقوى كاذبة، تسمح لمن يكتب الورقات الثلاثة بأن يكتب فيها جميعاً اسماً واحداً، هو اسم الأنبا بيشوي؛ فيفوز بقرعةٍ كاذبة تُنسب لله، والله بريء منها تماماً.

التعليقات

3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة