أركان العبادة المسيحية

ليست الإفخارستيا طعاماً عادياً، نأكله ويتحول فينا إلى لحم وعظام على المستوى البيولوجي، لكي يطرد الجسم ما لا يقبله، أو لا تقوى أجهزة الهضم على امتصاصه. نحن نأكل عقلياً ومادياً جسد الرب ودمه، وهذا ما يقصده ربنا يسوع المسيح: “من يأكلني فهو يحيا بي”. هذه ليست حياةً بيولوجية، وإنما حياة مسيحية؛ ولذلك يدعى الطعام خبز الحياة، طعام الخلود الذي يأكله يحيا إلى الأبد.

وتؤكد الليتورجيات الأرثوذكسية ذات كلمات المسيح: “يعطى عنّا خلاصاً وحياةً أبديةً لمن يتناول منه”. فهذا هو صوت الرب نفسه كما سجَّله إنجيل يوحنا “الخبز الذي أنا أعطيه هو جسدي..”. وأيضاً: “وأنا أقيمه في اليوم الأخير”. نحن نأكل لكي نتحول إلى المسيح، وهذا عكس الأكل المادي الذي يختفي في داخلنا ويصبح طعاماً بائداً يقول عنه الرب: “يندفع إلى المخرج”، ولكننا نأكل “خبز الغد” أو “الخبز الجوهري” حسب ما جاء في الصلاة الربانية. نحن نأكل الحياة الغالبة الموت، ولذلك يقول القديس كيرلس عن طلبة الخبز في الصلاة الربانية: “خبزٌ جوهري يقيت النفس”، وهذا ما جعل الترجمة القبطية تترجم النص اليوناني إلى “خبز الغد”، وهو ذات التعبير الذي ورد عند العلامة أوريجينوس، والغد هو اليوم الثامن، يوم قيامة الرب. والخبز هنا هو خبز القيامة، خبز الحياة الذي يعطى لنا لكي نحيا إلى الأبد ولا نذوق الموت، بل نقوم إلى الحياة الأبدية.

تنزيل الملف

Pillars_of_Christian_Worship.pdf

التعليقات

7 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة