مصر تصوم صوماً واحداً رمضانياً مع صوم الرسل، صوم عن العنف بكل أشكاله

لعل القارئ الذي يتابع ما يُنشر على موقع الدراسات القبطية يذكر مقال – مصر وكنيسة مصر – 1 – المستقبل لا يعرفه سكارى السلطة. وفي سطر واحد كان استقراء لما سوف تؤول اليه الأمور “سكران السلطة فلا يفيق إلا على دوي هائل لكارثة” ولكن الدوي الهائل كان خروج شعب مصر في:

  • 1956 لرفض هزيمة العدوان الثلاثي – سنقاتل.
  • 1967 لدعوة الرئيس عبد الناصر للبقاء للقيادة في مقاومة الاحتلال والهزيمة.
  • 2011 في 25 يناير.
  • 2013 في 30 يونيو – 26 يوليو – ثورة شعب.

أفاق شعب مصر على دعوة لعودة الحياة الى ما قبل الحداثة الى ما هو غريب على ما حدث وما يحدث يومياً على مسرح الحياة الإنسانية. استيقظ شعبنا العظيم على ما ورثه من حضارة وثقافة وانسانية لا يقل عمرها عن 7 آلاف سنة.

وعندما تُدق أجراس الكنائس مع مدفع الإفطار في وادي النيل لكي ينتهي صوم 26 يوليو يوم طرد الملك فاروق الذي كان يظن أن جيش الاحتلال البريطاني قد يمد له يد العون .. وغاب فاروق في ظلام التاريخ لكي يسير ركب الحياة. وسوف يغيب ليل الإرهاب في ظلام السجون وتحت عجلات الحياة نفسها سوف تدوس العنف والتغيير بالقوة الغاشمة لكي يمتد التغيير بالعلم وبالمعرفة “وبمكارم الأخلاق” و”بالتي هي أحسن” لأن “الودعاء يرثون الأرض”.

الجموع التي احتشدت بالملايين خرجت مع اطفالها وهنا لا يمكن تزييف الأصوات ولا حتى شراء الأصوات بالزيت والسكر. هذا هو أحد جوانب الصوم ان لا ينساق الإنسان وراء ما هو تالف بالوقت والاستعمال مثل الشاي والسكر وان يتمسك بما هو ثابت بالحرية التي لا تبلى لأنها مغروسة في قلب الإنسان.

لقد فاقت هذه الجموع ثورة 1919 وهي تسير نحو المستقبل بخطى ثابتة ..

تحية الإجلال للإمام الأكبر ولقداسة البابا ولرجل شاء الله أن يحرك قلبه الايمان بالوطن الفريق عبد الفتاح السيسي ولرجال القوات المسلحة بكل فروعها.

سلام يا مصر لأن قلبك لا يعرف إلا السلام ([1]).

سلام هو بركة صلوات قداساتنا الأرثوذكسية.

سلام هو تحية الإسلام في كل مكان وزمان.

د. جورج حبيب بباوي
26 يوليو 2013


[1] دائماً يقول الكاهن “السلام لجميعكم” وهي سلام المسيح رب الحياة القائم من الأموات بالسلام والمصالحة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة