الكذب، لا أرجل له!!!

ليس للكذب، ولا حتى رجلاً واحدة تمكِّنه حتى من السير الأعرج. حقاً حشد الرعاع له أسلوب “مفضوح”، يعتمد على الإثارة والكذب والتلفظ بألفاظ تقع تحت طائلة قانون العقوبات باعتبارها جريمة سب علني، وهو على عكس السلوك المسيحي -الذي صار من نوادر تلاميذ عصر النهضة- فهو سلوكٌ مهذب لا يتهم إلا بعد إجراء محاكمة تقدم فيها الأدلة، ولا يتوجه إلى الشارع لحشد الاتباع، بل إلى جهة الاختصاص. أما سلوك تلاميذ عصر النهضة، فهو لا يطرح قضيةً للحوار، بل للتخوين والحض على الكراهية والبغضة التي أقل ما توصف به في العهد الجديد -كتاب المسيحية الأول- بأنها من صنع سلطان الظلمة، أي الشيطان.

فقد طالعنا موقع مسيحيو مصر بمهاترةٍ، رداً على خطابنا المفتوح لقداسة البابا تواضروس، نرى أن ما ورد فيها مجرد أكاذيب وتخرصات تدور حول محور واحد هو الأب متى المسكين، الذي لم يتجاسر الأنبا بيشوي على مواجهته حياً طوال سنوات امتدت إلى ربع قرن، كان كل ما استطاع فعله فيها أن يحشد اتباعه، كما يحشدهم الآن لمهاجمة قداسة البابا تواضروس الثاني متخذا من قراره بتعيين ثلاثة من الأساتذة الحاصلين على درجة الدكتوراه بالكلية الإكليريكية سُلَّماً يصل به إلى غرضه الحقيقي؛ لأن قداسة البابا هو الخصم الحقيقي الذي جلس -رغماً عنه- على كرسي بابا الإسكندرية بعد أن قام هو بتفصيل ملابس الخدمة بالاتفاق مع مرشد الإخوان أملاً في أن يكون هو بطريرك الإسكندرية تحت حكم الإخوان المسلمين، ولكن الله كان يرتب ما لم يخطر على بال الأنبا بيشوي وأتباعه.

نقول إن ما نشر في هذا الموقع المشبوه هو كذبٌ صراح؛ لأنني ببساطة لم أكتب طعناً ضد الأب متى المسكين “عند الأنبا يؤانس المتنيح”؛ لأن القمص شنودة السرياني لم يكن قد رُسِمَ أسقفاً بعد؛ لأن الذي سامه أسقفاً هو الأنبا شنودة الثالث. أما ما يعرفه الكل هو أنني قمت بمحاولة مصالحة بين الأنبا شنودة والأنبا صموئيل والأب متى المسكين بعد خلو الكرسي المرقسي بنياحة البابا كيرلس السادس، وبل ودخول الأنبا غريغوريوس في قائمة واحدة، وفشلت هذه المحاولة، وتم قبول ترشيح الأنبا غريغوريوس ووقع على الترشيح الأنبا صموئيل وهو ما أزعج الأنبا شنودة.

ولا تقتصر بجاحة الكذب على مجرد الإدعاء، بل ويقدمون ما توهموا أنه المستند الذي قُدِّم طعنا على ترشيح الأب متى المسكين، وهو عبارة عن صورة لورقة مجتزأة غير كاملة يبدو أنها مكتوبة على الآلة الكاتبة، وتم إخراجها بتقنية الفوتو شوب بحيث لا يسهل على القارئ تبيُن موضوعها، وهذا في حد ذاته يُسقط قيمتها كدليل، فالذي يقدم مستنداً على أنه دليل، يجب عليه أن يقدمه في صورة واضحة يصلح معها أن يكون دليلاً، أما وأن يقدمه بصورة لا يستطيع معها أحد أن يتحقق مما هو مكتوب فيه، فهو عندئذٍ يصبح مجرد محاولة لإيهام القارئ بأن هناك مستنداً بالفعل، وأن هذا المستند مقدم من جورج بباوي، في حين أن هذه الصورة غير مكتملة وليس واضحاً فيها أنها موقعة مني، ولا من آخر غيري، بل -وبالرغم من ذلك- يتجرأ ويطلب من القارئ أن يستكمل قراءة بقية ما جاء في المستند من هذه الصورة الوهمية!!!

سوف نكتفي بذلك رداً -موضوعياً- على ما جاء في هذا المقال، ولن نتعرض لما احتواه من مهاترات نعفُّ عن الخوض فيها إعمالاً للأخلاق المسيحية التي توصينا بأن نبارك عندما نُشتم، ولا نبادل سُباباً بسُباب.

يبقى أن نسأل كاتب المقال سؤالاً واحداً: هل يصح أن توجه هجومك إلى الذي خدم ويخدم التراث المسيحي، وتسير مع من يخدع أعضاء جسد المسيح بالافتراء واختراع الأكاذيب والأحقاد؟

دكتور
جورج حبيب بباوي

التعليقات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة