آفة حارتنا النسيان

تذكرت هذه العبارة للأديب الخالد في حياة مصر وتاريخ مصر الأستاذ نجيب محفوظ، وهو يقص علينا “حكايات حارتنا”. كيف تدفع الكراهية والحسد والبغضة السوداء الشريرة التي يجب أن يقاومها كل مسيحي، إلى نسيان -وعن عمد مع سبق الإصرار- الوثائق المجمعية التي وقع عليها بخط يده، فنجده يقوم بترصد ما يراه خطة ومؤامرة تحاك ضد الكنيسة يقودها مجموعة من الخلقيدونيين (الكفار)؟ وآفة الأنبا بيشوي – كاتب المقال الأخير – في موقع مسيحيو مصر أنه نسى القرارات المجمعية التي صدرت باللغتين العربية والإنجليزية وبمقدمة بخط قداسة البابا شنودة الثالث الذي يريد أن يحتمي وراءه لكي يبرر هجومه على قداسة البابا تواضروس الثاني ونيافة الأنبا باخوميوس الذي أنقذ الكنيسة من عصابات كانت تريد الاستيلاء على كرسي مار مرقس.

في الوثائق المجمعية التي وقع عليها قداسة البابا شنودة الثالث وبحضور سكرتير المجمع المقدس المطران الأنبا بيشوي سوف يجد القارئ مع ملاحظة هامة، وهي أننا في طريق استرداد الشراكة الكاملة:
  • اعتراف بسر المعمودية عند كنائس الروم.
  • اعتراف بسر الزيجة.
  • توصيات برفع الحرومات وهو أمرٌ لا يحتاج إلى تعليق بالمرة.

أما إثارة الرعاع بهذا الأسلوب الفج الذي لا يليق، فلا تعليق عليه، والكلام البذئ يعود إلى صاحبه ولا يرد عليه إلا بذئ لأن مقاومة الشر بالشر تجعل المقاوم شريراً. لكن نشر الحقائق التاريخية أمر ضروري لكي تبقى الضمائر نقية.

لقد تم حرمي من الكنيسة بسبب اتهامي لقداسة البابا شنودة الثالث بأنه سقط في النسطورية، ومرفق مع هذا المقال الوثائق الخاصة بذلك، ولهذا السبب جاء قرار حرماني دفاعاً عن الأنبا شنودة الثالث؛ لأن إخراجي من شركة الكنيسة يمنع محاكمة الأنبا شنودة الذي ردد عبارات نسطور بالحرف.

ولكن الحقَ حقٌ.

أخيراً أقول إن آفة حارتنا النسيان؛ لأن الحق صُلِبَ يوم الجمعة وقام في فجر الأحد، وقد حملتُ الصليبَ ومعي أخوة وأخوات صُلبوا معي سراً بالمنع من الخدمة والمطاردة من الحياة الكنسية، ولكن القيامة آتيةٌ والادعاءات الكاذبة لا تصمد أمام الحقيقة.

أما إهانة قداسة البابا تواضروس الثاني بأن نيافة الأنبا باخوميوس هو “الريموت كنترول” الذي يحرك قداسة البابا كما يريد، فتلك إهانةٌ تعود إلى قائلها لأنه هو ذاته تعوَّد عيش هذا النمط من الحياة عندما كان يحركه سيده كما شاء، ولذلك رضى لنفسه بلقب “الرجل الحديدي”، وهو اللقب الذي يجب أن يرفضه أي مسيحي؛ لأن هذا اللقب يُخرج حامله من تدبير الرحمة والمحبة الإلهية.

رَحِمَ الله من عرف قدر نفسه، ولزم الحياء عما صدر منه من أفعال مشينة يقع بعضها تحت طائلة القانون المصري الذي لم نتوجه إليه لأن جراح الكنيسة أكبر من أن تحتمل فضائح وجرائم يعاقب عليها القانون. ولكن لنا طلبة دائمة لكل من هو مكبلٌ وتحت عبودية الكراهية أن يحرره رب الحرية وإله المحبة ربنا يسوع المسيح.

دكتور
جورج حبيب بباوي

تنزيل المرفقات

القرارات المجمعية الخاصة بالكنيسة اليونانية الأرثوذكسية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية
ماذا نأكل ونشرب في الإفخارستيا – لجنة الدفاع عن الأرثوذكسية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة