إفرامية التدبير

-1-

لأجلي تجسَّدتَ

تأخذُ لكي تعطي

تقبل لكي تُبيد

تتَّحِد لكي تغيِّر

***

تأخذ جسدنا

لكي تعطي حياتك

تقبل الموت

لكي تبيد الموت

تتحد بطبيعتنا؛

لكي تمجِّدنا فيك

***

تأخذ جسدنا

تحوِّل الوجود الإنساني

من آدم إلى أُقنومِكَ المتجسِّد

تُبطل الولادة الطبيعية

لكي نُلد من جديد

من فوق

فيك من الآب

بالروح القدس

***

تقبل الموت لكي تبيد الموت

وتعطي مع إبادة الموت

الحياة الأبدية

القيامة من الأموات

***

تتحد لكي تغيِّر

صورة العبد

إلى صورة الابن

وتنقل جنسنا

إلى حرية ومجد البنوة

***

تولد لكي لا يحدد الميلاد مصيرنا

تعتمد في الأردن

لكي ننال هوية جديدة

مسحة روح الآب

الذي فيك وبك نُمسح

***

تموت لكي يفقد الموت قوة الفناء

نحن نبقى في الوجود

لأنك صُلبتَ

وجسد آدم الأول الذي فينا

لابُد أن ينصرم ويعود

إلى أصله.

***

تقدم ذاتك لأنك الحياة

على الصليب صرعت الموت

ودَفنتَ حكم الموت في القبر

وأقمتَ طبعنا المائت

إلى حياةِ خُلدٍ فيك وبك

***

تتحد بنا

المحبةُ اتحادٌ

تسكب حياتكَ

فينا في سر الأسرار

أعطيتَ جسدكَ ودمكَ

عطية المحبة

سَرَتْ فينا نارُ محبتكَ

فصار الصمت

أحلى من العسل

-2-

تعطي الروح القدس لنا

للبائسين والخطاة

أبَّدتَ بموتك كل استحقاق

ومن يدرك هذه الحقيقة

صار مستحقاً لنعمتك

***

يسكن فينا ذات روح الآب

ذات الروح الذي جعلك المسيح

بالمعمودية في الأردن

جعلت للثالوثِ مكاناً

في كياننا الخاطئ

محبتك للخطاة

جعلتْ نعمتك تفيض

“حيث كَثُرَ الإثم

ازدادت النعمة جداً”

فتحتَ أحضان الآب لنا

وكسوتنا بحياتك

حتى لا نكون عراةً

سكبتَ روح الآب علينا

لكي تشركنا فيما لكَ

شِركة الثالوث

اشتركتَ فينا بتجسدكَ

لكي فيكَ نشترك في إلوهيتكَ

وإلوهية الآب

بقوة وإلوهية الروح القدس

***

شركتنا في الثالوث

بكَ وفيكَ

شركة كيانية

وكما أنكَ واحدٌ مع الآب

وحَّدتنا فيكَ

لنصير بروحكَ

واحداً مع الآب

يا لعذوبة هذا النداء

واحدٌ هو الآب القدوس

واحدٌ هو الابن القدوس

واحدٌ هو الروح القدس

لحنُ توحيدنا بكَ

وفيكَ

***

بغير الثالوث ليس لنا إله

وبغير الشركة في الثالوث

ليس لنا حياة

فقد أعلنتَ كيان الله

وفي هذا الكيان

وجدنا الشركة

وأعلنتَ لنا المحبة

الثالوثية

تعطي بلا حدود

الموتُ حدٌّ لكل محبة

وأنت قدوسٌ لا تموت

لذلك صرعتَ الموت

في القبر

وأبدتَ الجحيم

وقمتَ

فصارت المحبةُ

حيةً إلى الأبد

لأنكَ المحبة.

 

 

دكتور

جورج حبيب بباوي

عيد الغطاس المجيد 2014

التعليقات

التعليقات مغلقة.

مواضيع ذات صلة