حول قرار منع التراتيل البروتستانتية -1

قرارٌ أدخل فرحاً لا يوصف على قلبي. كان أول من منع هذه التراتيل هو القمص مينا المتوحد – قداسة البابا كيرلس السادس. لكن أحب أن أقول للآباء المسئولين عن الخدمة والأخوة والأخوات الخدام لا بُد من درس عملي في أهم فضائل الأرثوذكسية، وهو تعلُّم “الإفراز”.

قواعد التمييز بين ما هو أصيل في التسبيح، وما هو دخيل وضار:

مثال عملي: قارن بين ترتيلة “رنَّ صوتٌ في الأعالي يا تُرى ماذا الخبر”، وبين أي قطعة في أي ثيئوطوكية، فترى الفرق الشاسع.

1- تتوقف الترانيم البروتستانتية عند الوصف الخارجي للعلاقة بيننا وبين رب المجد؛ لأن الخلاص في تعليم حركة الإصلاح تم في الماضي وانتهى، وما يتبقى هو ما يتذكره العقل، وما تقدمه “العبادة” من قراءة وصلوات.

2- انعدام الاتحاد الشخصي بيننا وبين الرب الذي يعبِّر عنه مرد الثيؤطوكية: “أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له”. فعلى سبيل المثال تضع ترتيلة “قد قضى ديني كله الحمل” الصليب خارج الحياة المسيحية، فهي خاصة بالماضي، في حين أن الصليب حاضر بقوة في رشم الصليب قبل الصلاة، وهو رشمٌ يأخذ قوته من أختام الميرون الـ 36 رشماً.

3- قارن مثلاً ترتيلة “ليه تعيش مسكين يا خاطئ وحزين … الخ”، وبين ما تنشد به أم الشهداء في التسبحة: “لأنه غُلِبَ من تحننه وأرسل لنا ذراعه العالية”، أو مديحة “مراحمك يا إلهي كثيرة جداً”، أو ما ورد في الإبصاليات.

الفكر الإنجيلي (البروتستانتي) يؤكد أن الخطية -حتى بعد الإيمان- هي عودة إلى الانفصال عن الله، بينما الأرثوذكسية تؤكد أن محبة الله لا تتغير.

3- برامج النمو الروحي التي يقدمها الفكر الإنجيلي (البروتستانتي) لا تقدم تعليماً عن عمل الروح القدس في النفس والجسد، ويمكنك أن تقارن بين كل هذه البرامج، ورسائل القديس أنطونيوس أو العظات الروحية للقديس مقاريوس.

5- لا وجود بالمرة لعقيدة الثالوث؛ لأن الابن دفع الثمن للآب وانتهى عمل الثالوث يوم الجمعة، ولا مجال حتى للكلام عن الروح القدس، بينما يمكنك أن تلاحظ أن كل صلاة في القداسات تنتهي دائماً “بالنعمة والرأفات ومحبة البشر اللواتي لإبنك الوحيد .. هذا الذي له المجد والكرامة مع الآب والروح القدس الثالوث الواحد المتساوي”؛ لأننا وإن كنا نصلي باسم الابن أو نرتل باسم الابن، إلَّا أننا في حضرة الثالوث القدوس. وأرجو مراجعة شاملة لكل التراتيل التي لا وجود للثالوث فيها وإعادة كتابتها.

أخيراً، أهنيء الأب أسقف المقطم، وأرجو مزيداً من الإفراز، وبشكل خاص: كيف يثبِّتنا التناول في الرب يسوع، ويجعلنا واحداً معه بالنعمة وليس بقراءة الكتاب المقدس فقط.

دكتور

جورج حبيب بباوي

التعليقات

10 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة