حوارٌ موجز عن الثالوث – 1

صديقي سامي شخصٌ يعيش معنا، سقط في شِباك “شهود يهوه”، وترك المسيحية. سلَّم له شهود يهوه “كوماً” من الاعتراضات على عقيدة الثالوث والإيمان الحي بالله الواحد المثلث الأقانيم. وجدته يعمل في أحد المحلات التجارية. سجَّل الحوار على تليفونه الخاص به، ثم أعطاني نسخة ورقية راجعتها. طلب هو تغيير اسمه فقط، واختار هو اسم سامي. راجع النص بعد كتابته. كان يردد قبل تسجيل الحوار: “اسمع يا إسرائيل الرب الهنا رب واحد”، وقلت له إن هذا أساسٌ بنى عليه استعلان من فم المسيح: “تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس”، وأن الرب يسوع نفسه قال للرسل: “وتكونوا لي شهوداً” ( أع 1 : 8 ) فنحن شهود يسوع وليس شهود يهوه؛ لأن اسم “يهوه” هو اسم عبراني، والعهد الجديد هو عهدٌ كوني، واسم الله هو الآب والابن والروح القدس، وهذه أسماء، وإن كان لها جذورٌ عبرانية إلَّا أنها نُقلت بكل اللغات لكي تؤدي نفس المعنى.

الحوار كان لمدة دقائق، ولكنه كان يتم في مكانٍ عام، ولذلك لم يكن التسجيل نقياً حتى يمكن نقله لمن يريد أن يسمع، ولذلك تمت كتابته، وهو لا زال حواراً مفتوحاً، وإن كنا قد توقفنا عند الحوار السادس، إلَّا أن هناك الكثير؛ لأن موضوع الثالوث غزير وكثيف، وكل ما يمكن أن نقدمه هنا، أو في أي دراسة أخرى هو نقاط من “نهر ماء الحياة”.

علينا أن نصلي دائماً من أجل المأسورين في شِباك شهود يهوه وغيرهم. ليعطي لنا الآب السماوي حكمةً لنا عندما نتكلم؛ لكي نعلن سر المسيح بمحبة وحق؛ لأن مَن يتكلم بالحق ينال معونة “روح الحق”، ومَن يتكلم بالكذب، يخسر معونة “روح الحق”.

د. جورج حبيب بباوي، ديسمبر 2014، الولايات المتحدة الأمريكية

الحوار الأول

سامي: هل أنت كشخصٍ متعلِّم، تؤمن بالثالوث؟

جورج: الثالوث ليس تعليماً مضاداً للعلم، أو لأي فرع من فروع المعرفة.

سامي: لكن ألا ترى أن الواحد، أي الله في ثلاثة، مضادٌ تماماً للمنطق؟

جورج: ألا ترى أنه لا يوجد منطق يقول إن الجسد الواحد بلا أعضاء متنوعة وكثيرة؟

سامي: ولكن الله ليس جسداً.

جورج: هذا حق، ولكن كنتُ أردُّ على سؤالك بأن الواحد في ثلاثة هو مضاد للمنطق. ولكن أيَّ منطقٍ هذا الذي يحاصر الله في رقم حسابي هو الواحد؟

سامي: الواحد، حتى وإن كان حسابياً -كما تقول- هو أسهل وأقرب إلى العقل من واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد.

جورج: عندما يصبح الله الخالق أقرب إلى العقل، حتى حسابياً، فهو ليس الله الخالق، بل هو مخلوقٌ قريبٌ من الإدراك، ومألوف لدرجة تجعل ما هو مألوف قريبٌ جداً من الوثنية.

سامي: حسناً. ما هي فائدة الثالوث؟

جورج: الثالوث هو استعلان محبة الله، هو “الله محبة”. المحبة شركة، وبدون الشركة لا توجد محبة، بل لا عمل للمحبة.

سامي: ولكن الواحد يحب الخليقة ويرعاها. أليس كذلك؟

جورج: نعم، ولكنها محبة الأعظم للأقل. أمَّا محبة الثالوث، فهي محبة ثلاثة متساويين.

سامي: ولكن، كيف تصل محبة ثلاثة متساويين للبشر؟

جورج: واحدٌ من الثلاثة صار إنساناً، وأنت تعرف أن هذا الواحد هو يسوع المسيح، هو ابن الآب، يحبه الآب كما يحب نفسه، وهو يحب الآب كما يحبه الآب. وعندما تجسَّد أدخل الإنسانيةَ في هذه الشركة.

سامي: أنت ذكرت الآب والابن، فأين الثالث: الروح القدس؟

جورج: الثالثُ هو العطية التي أُعطيت من الآب بواسطة الابن؛ لكي يسكن في الإنسانية، ويعلن لها سر المحبة. الثالوث هو الله يُعرِّف ذاته للإنسانية. هو تعريف المحبة الإلهية. ما هي المشكلة؟

سامي: حتى هذه اللحظة لا توجد مشكلة، ولكن يجب أن نكمل الحوار.

دكتور

جورج حبيب بباوي

حدث في أول نوفمبر 2014


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة