حوارٌ موجز عن الثالوث – 4

سامي: ماذا يحدث لو حذفنا الأقانيم؟ هل يصبح إيماننا بالله عاطل؟

جورج: بكل تأكيد؛ لأنك سوف تعود إلى الإيمان بالواحد “المُبهَم”، أو “الغامض” الذي لم يعلن عن نفسه.

لكي تقوم علاقة حقيقية بيننا نحن البشر، فإننا لا نستطيع أن نتعامل إلَّا مع أشخاصٍ نعرفهم ونكتشف علاقتهم معنا من خلال التواصل: الحوار والحياة المشتركة.

سامي: إذن أنت تقول إن الأقانيم الثلاثة هي استعلانٌ عن الله، كشفٌ للوجود الإلهي. هل أنا أدركت ما تقصده؟

جورج: بكل يقين.

سامي: إذن لماذا ثلاثة؟

جورج: نحن لم نختَر الثلاثة، ولكن الله أعلن عن ذاته في الثلاثة: الآب والابن والروح القدس. أعلن الآب عن نفسه كمصدر، وعن الابن كاستعلان عمله الخالق، وعن الروح عن سكنى الله في البشر. الله الآب يخلق بالابن، والابن يعلن الآب، والروح يسكن فينا لكي يعطي لنا -بالحياة المشتركة بيننا وبين الثالوث- معرفة اختبارية عن الحياة الإلهية.

سامي: لكن كان من الممكن أن يكون الآب وحده هو مانح كل هذه؟

جورج: نحن أمام العطاء الإلهي المطلق؛ لأن الآب صار للكل، والابن أعطى البنوة للكل، والروح أعطى البقاء والاستمرار في البنوة. الآب ليس أُقنوماً يقف بعيداً عنا، بل أرسل الابن لكي نعرف أنه الآب، وأنه “أبونا الأبدي”، ثم أرسل الابن لكي ننال فيه وبه البنوة، ثم أرسل الابن الروح القدس إلينا لكي يعلِّمنا أنَّ ما نناله هو كمال الشركة في الحياة الأبدية؛ لأن الله الثالوث كله -إذا جاز التعبير- يشترك كله بكماله ولا يترك أقنومٌ ذاته بعيداً عن الشركة. وعندما نقول إن الآب أعطاني البنوة في الابن، فهذا يعني أن الآب صار هو أبونا. وعندما نقول إن الابن أعطانا الروح القدس، فهذا يعني أن هذا العطاء تم فيه هو وليس عطاء منفرداً؛ لأنه لا يوجد استقلال للأقانيم، بل كل أقنوم يعمل مع الأقنومين الآخرين. هكذا “كمال” العطاء الإلهي هو سكنى الروح القدس فينا، والكمال هنا يعني أننا “انغمسنا” كاملاً في المحبة الكاملة للثالوث.

سامي: هذا يكفي الآن.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة