حوارٌ موجز عن الثالوث الحلقة الثانية – 1

الثالوث القدوس ممارسة أبدية …

عاد صديقي سامي إلى موضوع الثالوث القدوس؛ ليسأل عن الممارسة، وليسأل سؤالاً هاماً: هل يصبح الثالوث أساساً للتعامل لفهم الحياة الإنسانية؟

كنا نجلس في مقهى عام في يوم السبت 21 ديسمبر 2014، وكان سامي يظن أن عقيدة الثالوث هي مجرد فكرة عن الله، وأن الجانب العملي -كما قال هو- هو استعلان محبة الآب لنا في الابن.

سامي: حاول أن تشرح لي الثالوث -الآب والابن والروح القدس- كأساس للتعامل مع البشر.

جورج: سؤالٌ جيد جداً. الجوهر ما هو عام، والأقنوم ما هو خاص. نحن نحب البشر محبة عامة ومطلقة؛ لأنها عطيةُ الله. أمَّا محبة كل شخص، كما قال الرب يسوع نفسه: “كما أحببتكم أنا”، فهي المحبة الشخصية أو الأقنومية، محبة اللقاء الشخصي، وليست المحبة بشكل عام. فالعام مثلاً، أن نحب كل النساء، أولاً لأنهن بشر، ومحبة البشر محبة عامة، أما محبة الزوجة، أو الأخت، فهي محبة خاصة. المرأة إنسان يُحب كأي إنسان. نحن لا نرى المرأة أولاً، وانما نرى الإنسان، وبعد ذلك، المرأة. هذه المحبة العامة التي هي للكل هي مثالٌ لِمَا هو عام في اللاهوت، أي الجوهر الواحد العام، ولكن بعد محبة ما هو إنساني، توجد محبة خاصة. هذا تطبيقٌ عملي. العام، هو عامٌ عند الكل، ومن العام نتعلم الخاص.

سامي: لماذا لم أسمع هذا من قبل؟

جورج: لا أدري. لكن أنا تعلَّمت هذه الحقيقة من العهد الجديد نفسه. كيف تقرأ العهد الجديد؟ هذا ضروري.

نموذجٌ آخر، وهو الكنيسة. بشكل عام، هي جسد المسيح، ولكن يوجد وجود خاص لكل عضو حسب (1كو ص 15). ما هو عام لا يلغي، ولا يحل محل ما هو خاص، كما أن ما هو خاص لا يلغي ما هو عام. أنت عضوٌ في هذا الجسد، ولذلك، المحبة هي لكل الجسد، والتعامل هو مع كل عضو حسب مستوى العلاقة، لكن حتى مع عدم وجود علاقة شخصية نحن نحب كل الجسد.

سامي: ممتاز. هل يوجد تطبيق آخر؟

جورج: نعم، في الصلاة. نحن نصلي في الابن الوسيط، أي في الأقنوم الثاني؛ لأنه رأس الجسد الواحد، ونحن بهذا ندخل الحياة الإلهية؛ لأن الصلاة ليست مجرد حديث مع الله -كما يقول التعليم الشعبي- بل هي حياة شركة. وعندما نصلي، فنحن نطلب ما هو خاصٌ بنا، ولكن في أغلب الأحيان، تكون الاستجابة هي من أجل الحياة العامة الجامعة للكل.

ما هو عامٌ هنا، هو حياة الجماعة الواحدة التي تحتاج إلى شفاء عضو، أو نجاة عضو من شرٍّ ما، أو انسكاب عطية روحية معينة مثل الوعظ لكي يتعلم الكل، أو الجماعة، أو أعضاء الجسد أسرار الله. وعندما نصلي في الابن الشفيع، ورأس الكنيسة، فهذا ينقلنا إلى الحياة العامة الجامعة المشتركة للآب والابن والروح.

سامي: إذن، الصلاة للرب يسوع تجوز؟

جورج: نعم، بل ومطلوبة، طالما أننا نحيا للاتحاد به؛ لأننا عندما نتحد بالرب يسوع، فنحن نتحد بالآب أيضاً بقوة الروح القدس وعمله فينا، فهو يقودُنا منيراً إيانا لكي نتحد بالابن، ولكي من الابن نقبل الروح باسم الابن، وبقبول الروح من الابن، نستقر في الآب.

سامي: آه، دخلنا في العميق.

جورج: نعم. ولكن الضجة هنا شديدة، يجب أن نكمل الحوار في مكان آخر.

انصرفنا دون موعد.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة