مناجاة لأعداء الإتحاد …

قولٌ غريب لم يُسمع من قبل في الجامعة الرسولية، وهو أن اتحاد اللاهوت بالناسوت في الرب هو اتحادٌ لا يَمَسَّ كياننا نحن البشر. صحيحٌ أنه اتحادٌ خاص، وهو فعلاً خاص بالأقنوم الثاني، ولكنه جاء بما لم يكن له وجودٌ بالمرة، وهو ما نضعه تحت بصر القارئ تحديداً من التسليم الرسولي:

الرأس الجديد للإنسانية الذي لم تتكون أعضاء جسده بأسلوبٍ بيولوجي مثل آدم الأول، أي ثمرة التوالد الطبيعي؛ لأننا لم نصبح أعضاءَ جسده بوسيلةٍ بيولوجيةٍ، وهي الزواج، بل كما يعلمنا رسول الرب: “لأننا جميعاً بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد .. وجميعنا سُقينا روحاً واحداً” (1كو 12: 13)؛ لأننا حسب دقة التعبير، نُقلنا من العبودية لسطوة النظام الطبيعي الآدمي “لأننا جميعاً أبناء الله بالإيمان بيسوع المسيح”. وحتى لا يتبادر إلى ذهن أي إنسان أن هذا قرارَ أو صناعةَ العقل، يكمِّل الرسول العبارة بأن الذين بالإيمان نالوا البنوة لله هؤلاء هم “لأن كلكم اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح”، وماذا حدث لنا؟ لقد أزالت المعمودية -بكونها تبنِّ- الفوارق الدينية العرقية: “ليس يهودي ولا يوناني”، والفوارق الاجتماعية: “ليس عبد ولا حر”، بل حتى التمييز البيولوجي الذي أعطى الذكور مكاناً متمايزاً، قد غُسِل في المعمودية: “ليس ذكراً ولا أنثى؛ لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع” (غلا 3: 26-28).

تنزيل الملف

Monologue_for_the_Enemies_of_the_Union.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة