ثلاثية لدرب المتجسد -2

-1-

أخضعوكَ يا كلمةُ الله الحي لكلِّ لفظٍ شاذ

ظنّوا أنهم باللفظ قد امتلكوا الحقيقة

لكنك شخصٌ، فوقَ كلِّ لفظٍ

***

أنت الحق الذي يشرق بنوره

وكلامنا ليس من نورك

مِن موتنا جاءت كلماتنا

***

جاءت بالبدء وبالنهاية، وما بينهما

وخالفت كلَّ مطلقٍ وسامِ

لكن سجن الكلمات يروق لنا

***

خلقنا ذلك السجن لنبقى عبيداً

وخلف قضبان اللغات أقمنا عيداً

رقصنا على كلمات طُبَلٍ لم تكن جديدة

***

تحت ظلال أرسطو وأفلاطون جلسنا

نشرب القديم مياهاً آسنة

ونظن أنها مياه الآباء قد شربوها

***

يا ربُّ النطقِ، الآرامية واليونانية والقبطية

وكل لغات الأرض هي ظلُّ الحقيقة

كيف نعود بك إلى الماضي، إلا لموتنا

***

أنت حيٌّ في كل العصور

تقود تمرد القلوب الساعية

نحو نوركَ بأي لغة

***

قداسُ الأزلِ هو سرُّ محبتك

ينير قداسنا الذي لا ينتهي

من انتهى قداسه، مات دون أن يدري

-2-

ايقِظ ضمائرَ لبست الكلام

تعذَّر عليها نطق الحق

وجدت في اللفظ فلسفة الخصام

***

اشرِق علينا يا كلمة الآب

ثيؤفانيا جديدة في كل يوم

نورك وحده يبدد الظلام

***

افتح أقفاص التاريخ القديم

لأرواحٍ سجينةَ ظلام الماضي

بنور قيامتك قُدنا إلى مستقبلٍ مضيء

***

تركت القوافي لئلا أغيب في سكرة اللفظ

لأنك لم تكن لفظاً ولا فكرةً، بل شخصاً

تجسَّد في لحمنا ودمنا حقاً

***

يا متجسد، هذا دربنا

من الرحم إلى القبر

لكن بك من رحم الحق إلى الأبد

***

دربُك إشراق الحق

في اللحم والدم

إن لم يصِر هذا دربنا، هلكنا

+ + +

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة