أما آن لنا أن ننتهي من هذا العبث؟

Dr. George Habib Bebawi          بعد أن طلب قداسة البابا تواضروس الكفَّ عن نشر مقالات الاتهامات، ووعد بعقد اجتماع لبحث موضوع التعليم، كان على الذين هاجموا الأنبا أنجيلوس، والأب أثناسيوس المقاري، والأب سيلا عبد النور، وغيرهم، أن يرعووا وأن يلتزموا بما يمليه عليهم واجب الأمانة والأدب والأخلاق المسيحية، فيستجيبوا لنداء قداسة البابا، ويكفوا أقلامهم عن أن يسودوا صفحات المواقع بما يطفح من قلوبهم من زيفٍ وكذب، لكن يبدو أنهم لا يقيمون وزناً يُذكَر لهذه المبادئ، فمازال صوت الأنبا بيشوي ومن استأجرهم، يردد اتهامات باطلة، أطلقوا عليها خلافات عقائدية وتعاليم ضد عقيدة الكنيسة، وغيرها من أوصاف سمجة لم تعد تناسب ما جاءت به مطالب النهضة والصحوة القبطية التي ولدت في أحضان ثورتي 25 و30 والرغبة الصادقة في معرفة الحق.

من له مآخذ على أي إنسان، ليس عليه أن يملأ الدنيا صياحاً وضجيجاً، بل عليه أن يكتب ما تعلمه من التسليم الكنسي، لا رأيه الخاص. وهنا ننبه إلى إن ما رسب في فكر الأنبا بيشوي بالذات، لا علاقة له بالأرثوذكسية من قريب أو بعيد. وقد دعانا واجب الأمانة للتسليم الكنسي، نحوه ونحو غيره ممن ينقلون عنه بغير وعي، أن نصدر دراستنا عن الخطية الأصلية، وعن أقنومية الروح القدس، وكنا بصدد الرد على مقالته الأخيرة ما بين الحلول الأقنومي والاتحاد الأقنومي([1])، ولكننا أجَّلنا النشر استجابةً لنداء قداسة البابا تواضروس حتى تهدأ النفوس، فنحن أول من نرحب بصوت العقل وعدم سكب المزيد من الوقود على نار البغضة والعداوة التي أشعلها الأنبا بيشوي، وما يزال.

إن ما ينشره هؤلاء، من العمومية بحيث يكشف عورة سطحية الكاتب وسذاجته، بشكل يبدون معه وكأنهم مرضى لا يمكن لهم أن يعيشوا إلا إذا وجدوا عدواً يحاربونه، ويخلقون أسباب العراك والحرب، حتى إذا لم تكن موجودة.

ننبه أخيراً إلى أنه ليس من اللائق أن يصبح الاتهام دليلاً؛ لأن هذا هو أسلوب الفاشية والنازية والشيوعية، وهو ما أفرزته الثقافة الداعشية المعاصرة، وهو ضد كل ما تؤمن به المسيحية.

([1]) ننبه إلى أن تلك المقالة أفسدت الحوار الأرثوذكسي الذي امتد عبر 50 عاماً، وجعلت الاتهامات القديمة التي ناضل من أجل إزالتها جيلٌ من الشرفاء، تعود إلى الظهور من جديد بأننا كنيسة أوطاخية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة