ميناء الخلاص للساعين للحياة الأبدية – 19

Christ_Iconالدواء المر لعلاج مرض قاتل

البغضة، عدم المغفرة هي ثمرتها السامة القاتلة للنفس

من رهبان جبل آثوس ومن حديث مع الأب زكريا المعترف الذي قضى في معسكر الاعتقال في سيبيريا 13 سنة، ولم يخرج إلا بعد وفاة ستالين.

جرُح الجسد يُشفى في زمن أقل؛ لأننا نراعيه بالمراهم والأدوية، أما جُرح النفس الذي لا نراه كما نرى جرح الجسد، فهو يظل في داخلنا مثل قرحةٍ لا شفاء منها؛ لأننا لم نضع مراهم المراحم الإلهية على جراح النفس.

ما يجب أن نلاحظه هو أن التذكُّر لا علاقةَ عضويةَ له بالغفران. النسيانُ أمرٌ يأتي مع الزمان، أما الغفران، فهو ما يجب أن يتم عندما تثور فينا ذكرياتٌ، وعندما نتذكر أوجاعاً قديمة.

الخطوات الثلاث:

          الأولى: أن نطلب بركة السماء لمن أخطأ واعتدى علينا. وطلب البركة يزيل الرغبة في الانتقام ويضبط مشاعرنا.

الثانية: أن نفعل الخير إن استطعنا مع الذي تسبب في الأذية حسب قول رسول الرب: “إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش اعطه ليشرب”؛ لأن ردَّ الإساءة بالخير، هو “جمر النار” الذي يُطهِّر العدو ويطهرنا نحن من العداوة.

الثالثة: وهي الدواء المر الذي يجب أن نشربه، وهو أن نصلي صلاة يسوع: “يا ربي يسوع المسيح ابن الله بصلوات (وهنا نذكر أسماء كل الذين أساءوا إلينا) ارحمني أنا الخاطئ”. ولأننا نضع أنفسنا مع كل الخطاة، ونطلب الرحمة لنا ولهم، ننال السلام السمائي. هذا دواءٌ مُرٌّ ولكنه شافٍ حتى لا نصبح أسرى للكراهية.

قال لي الأب زكريا المعترف: “صلِّ وأطلب ميراث الملكوت لعدوك؛ لأن هذا يجعلك أنت مواطناً في ملكوت الرب يسوع، وتصبح مثل الرب نفسه الذي غفر لصالبيه لكي ينالوا الفداء”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة