ميناء الخلاص للساعين للحياة الأبدية – 22

Christ_Iconما الذي يعطِّل نموَّك؟

          كان هذا أقصر حديث، ولكن العبرة ليست في الطول، بل في المحتوى. لم يكن أبي محباً “للكلام الكثير”. الهدف الواضح لا يحتاج إلى شرحٍ، ولا إلى عظة.

قال لي: إن كنت لا تنمو، فهذا يحتاج منك إلى إفراز. مَن هم الوسطاء بينك وبين الرب مخلصك؟ توقَّف عن الكلام، وترك لي فرصةً لكي أفكر. وغاص السؤال في أعماقي، تُرى ماذا يقصد؟ لذا سألت ماذا تقصد؟ فقال: ما هي مصادر ثقتك، ومصادر سلامك، ومصادر تعزيتك، ومصادر فرحك؟ ولاحظت أنه استخدم صيغة الجمع.

كنتُ ألبس صليباً من الجلد حول رقبتي، فسألني عن السبب: هل لأنني أُحب الصليب؟ وبعد أن لبستَ صليباً من جلد، هل توقف الوعي عندك بأن الصليب هو عهد محبة الرب؟ هل وعيت أنه “قُبلة المحبة الأزلية لكل إنسان خاطئ”؟ أريد منك أن تفتش عن المصادر، ما هي؟ وسكت.

وكنت أحتاج إلى وقت لكي أفكر وأبحث في زوايا القلب المهجورة. وطال الصمت، ولكنه قال: المصادر هي أية وسيلة تختارها لكي تصل إلى الوسيط ربنا يسوع المسيح. مهما كانت، عليك أن تميِّز أنها وسائل، وأن الغاية والقصد هو الله. لا يوجد شيء مخلوق يمكنه أن يمنح لنا السلام أو التعزية أو القوة. كل المخلوقات التي خلقها الله محتاجة إلى السلام والعزاء؛ لأننا نصارع الموت الذي يعمل فينا بقوة، ولكن قوة الموت ليست مثل قوة الرب الغالب. نريد أن نمسك بأشياء حولنا: الطعام – الملابس – المال – الكتب، حتى المزامير والصلوات تحوَّلت عند البعض إلى هدف، ولم تعد وسيلة، فتعذَّر عليهم النمو، وضربهم اليأس. اِكشف هذه المصادر للطبيب الحقيقي يسوع، وأطلب منه أن يغسلك.

صلاة

يا طبيب أنفسنا وأجسادنا، يا مدبر كل ذي جسد،

يا محب البشر، اعطني استنارةً لكي لا يقف بيني وبينك وسيطٌ،

ولا يصبح أي شيء، مهما كان، هو غاية حياتي ويأخذ مكانك.

يا ربي يسوع المسيح مباركٌ أنت مع الآب بقوة الروح القدس إلى الأبد.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة