التمايز في شرح العقيدة المسيحية (6)

        وعلى مثال آدم الأول الذي أخذنا منه جسدنا الأول الذي نسميه الجسد العتيق، وأخذنا فيه الطبيعة الساقطة بسبب عصيانه الله وبالتالي الموت، كذلك المسيح – آدم الثاني – صار كل ما أكمله المسيح في جسده – الذي أخذه ِمن العذراء – محسوباً لنا لأنه أكمله من أجلنا وفي جسدنا. فقد صرنا شركاء في تجسده وموته وقيامته وميراثه في السماء ”… إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ … إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً“. (٢كورنثوس١٧:٥).

فتجسُد المسيح وحلول الروح القدس على جسد المسيح في نهر الأردن إنتهاءً بالقيامة والصعود كان تأسيساً للإنسان الجديد فيه، عِوضاً عن الإنسان العتيق نسل آدم الأول الذي أخذناه بالميلاد من الأب والأم. والمسيح يعطينا الشركة في هذه الطبيعة الجديدة – جسده المقدس – على مرحلتين، الأولى هي مانسميها الولادة الروحية من جسد المسيح الروحي في سر المعمودية ”لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ (جسد الإنسان) هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً. لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ. (جسد المسيح السري)“ (١كو ١٢).

تنزيل الملف

Differentiation_in_explaining_the_Creed_06.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة