لأنك كُلِّي، وأنا بعضك

-1-
لأنك كُلِّي، وأنا بعضك،
فلا مجالَ لتفادي اللعنات.
لأنك الحياةُ، وأنا شعاعُكَ،
علينا أنْ نواجه الظُّلمات؛
لأنك المصلوب دائماً
على أبواب الكنائسِ
في أحاديث الكذبِ
مسامرات الدهماء،
وأُصبح بعضك.
عندما تسوء العلاقات،
ينقض علينا معاً
الظلمُ والكذبُ
مثل صاعقات.
لا أنت تلوذ بالفرار،
ولا أنا أستطيع الحركة،
كلانا سُمِّر بمسامير العار.
لأنك كُلي يا كلمة الآب،
أنا حرفٌ في صوتك
ضعيفٌ وجبار
أنت مثل القَدم
أُُصبعٍ صغيرٍ أنا
تستطيع أن تسير بدونه،
لكنك تفضِّلُ أن تسير بي
تسير معي
فكلانا معاً
عارٌ وأي عار.

-2-
لأنك كُلِّي، وأنا بعضك،
ورأسُ الجسدِ أنت،
وكل عضوٍ هو فيك
ومنك،
كلانا يُضرَبُ كل يومٍ.
يُرذَلُ بكلمات السوء.
تحاول سكين الجزار
أن تقطع كياني،
يتفجَّرُ دمُكَ
كلاماً
ألحاناً
تعيدني
إلى ما كنت عليه
كأن شيئاً لم يحدث،
كأن الجُرحَ
صار ينبوعُ حياةٍ.
لأنك قُمت،
صرت أنا بعضُكَ،
صرت أنت كلي
حيث الصليب
تجد القيامة
في قلبه
لأنك كُلِّي
وأنت بعضي

-3-
أحتار في ثلاثة أجساد:
المولودُ من البتول.
جسدُ المذبح،
طعام الأسرار.
الكنيسةُ جسدك،
ملاذُ الخطاةِ والأبرار.
لغزٌ لا يحل بالعقل
لا يعرفه أشطر الشطار.
لا أول ولا ثاني ولا ثالث،
المسيحُ واحدٌ
قَهَرَ الانفصال.
عندما تجسَّد،
داس الموت
تحت قدميه
المصلوبة.
رَفَعَ اللعنةَ والعار،
برَّرَ القتلةَ والفُجَّار.
قام حياً،
انتصر،
وأيُ انتصار.
من ميلاده،
أخذنا الاتحاد.
من صلبوته،
ثبَّت فينا الحياة.
بقيامته،
سكن فينا الخلود.

-4-
التجسُّدُ سياجُ الحياة،
حَفِظَ للبشر
مكاناً،
نبعت فيه الأسرار.
عندما أعطى جسده
في علية المحبة
للمختارين،
ثبَّت حرية التقديم.
عندما زَرَعَ
العطاءَ،
ذَبَحَ الموتَ،
ضاعت الظلمات،
في قلب النهار،
ذابت قوانين
الطبيعة.
عندما جلس العبد
على
عرش
اللاهوت،
صار كلُ بشرٍ
عضواً مختاراً.
يجمعه بالكلمة،
بالدم والجسد،
الكل فيه
واحدٌ
إلى
يوم الانتظار

-5-
يومُ شمس مجده
لا تغيب أبداً،
انقضى الليل
الكلُ نهار.
عندما وُلِدَ،
حَفَرَ الأساس.
عندما اعتمد،
بنىَ البيت.
عندما صُلِبَ،
دَهَنَهُ بلون المحبة،
بدمٍ أحمرٍ،
يلمعُ بافتخار.
عندما قام،
زيَّنَهُ بالخلود،
بالدوام والاستمرار.
كل أفعال يسوع البار
تبني ما تهدَّم،
تُحيي ما بدده الموت.
ما كان يستحق النار،
جذبه للحياة،
للبقاء،
داس الدمار،
كيف ينشقُ إلى ثلاثة أجساد؟

-6-
يا حكيم يا ماهر،
يا أمير الشطار،
جسدٌ واحدٌ،
أخذ الوجود
من الروح.
يُعطىَ بالروح
في الأسرار.
جسدٌ واحدٌ
لابن الآب الوحيد
لا ينفصل،
لا يقهره الموت،
به غَلَبَ الفساد،
فهو الوحيد القهَّار.
يوزِّع حياته
لمَن يريده
رباً متجسِّداً،
لمن يطلبه
خبزُ الخلود،
لمَن يحب الشركة،
لمَن يريد أنْ
يحيا
عضواً
في
جسده.

-7-
لأنك كُلِّي، وأنا بعضك،
لم يجمعني بك الانبهار.
ولا حتى التعليم،
هو مثل أُبَرٍ،
يوجِعُ كياني باستمرار.
بل محبتك الفائقة
جعلتك تأخذ الذي لي،
تأخذ كياني كله،
تنقله من آدم الأول،
تستره ببرك،
تمجِّده لأنه لك.
قبل أن تفتديه،
تقتنيه بالدم.
بالعناء،
تجدِّد ما صار
تحت سلطان الموت.
تجوز بحر الموت،
كسفينةٍ،
تجمع الأسماك
في شِباك
حُبِّكَ،
يا مالك كل البحار.

-8-
لأنك كُلِّي، وأنا بعضك،
صارت محبتنا واحدة.
صار جسدُك جسدي.
روحُك روحي،
بلا انشطار.
لأنك كُلِّي، وأنا بعضك،
لن تلفظني.
أنا قابعٌ في قلبك،
أنا أنفاس عشقك،
أنا جُرحُ الصليبِ،
تشفيه بمرهم الاقتدار،
ليغدو من نسيج جسدك،
يتنفس نسمة الحياة،
يقتات من نبضات
قلبك،
يصبحُ، وكأنه أنت بإنعام حبك،
وليس باقتدار.
لأنك كُلِّي،
أنا بعضك،
فلا عذر لي،
أنت سمَّرت
الاعتذار.

التعليقات

8 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة