همساتُ روحٍ

إهداءٌ إلى روحٍ خالدةٍ في ملكوت الأبرار د. رودلف يني مرقس

رقد في الرب 26 نوفمبر 2010

بعد خدمة طويلة في نشر الثقافة والتراث القبطي في المهجر

-1-

طلقات البنادق تقتل مرةً.

طلقات اللسان تقتل مرَّاتٍ.

-2-

حرب السيوف والبنادق تفقد غايتها،

إذا لم تصاحبها الكلمة،

فلماذا لا نبدأ بالكلمة؟!!

-3-

أين الروح؟

أليست في ابتسامة وجه مشرق بالسلام،

أم أن عضلات الوجه هي مصدر السلام؟

-4-

عندما تسمع عواء الريح في الشتاء،

فالريح لا تبكي على الماضي.

لا تندم الأشجار عندما تسقط الأوراق في الشتاء،

ولا تحزن السحب عندما تسكب الماء في صحراء قاحلة.

ولا تشكو الورود للزمان انقضاء الربيع.

لنَعش الحياة حسب فصولها، فقد حذَّرنا معلم الحياة

يسوع المسيح الرب،

من النظر إلى الخلف؛

“لأن من يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت السموات”.

-5-

من يعش مع فكره بدون محبة،

هو من يقف على أبواب جهنم.

-6-

آثار أقدام الله في هذه الدنيا

نراها في كل مكان

أينما وجد إنسانٌ يحب.

-7-

سر المحبة هو سر الله نفسه،

ومن يقترب من هذا السر، فقد اقترب من الله.

-8-

لا ترسم المحبة حدوداً،

لو فعلت ذلك، لخلطت حركتها بالبغضة.

-9-

تعلَّمتُ عدةَ أصواتٍ،

ولكن استطعت أن أميِّز بين صوت معرفة بدون محبة،

وصوت محبة تحتوي المعرفة.

-10-

عندما تجسد الابن الوحيد،

رحل الزمان وسكن في محلة الأزل،

فصار قطرات صغيرة في بحر المحبة الإلهية.

-11-

يقولون لنا إن الأرض تدور،

ومع ذلك نحن لا نحس بدوران الأرض،

فكيف تريد أن تحس خالق الأرض،

بذات الحواس التي لا تدرك دوران الأرض؟

-12-

لا يستطيع الأعمى أن ينكر وجود الشمس إذا لسعته حرارتها،

وكذلك لا يقدر الجاحد أن يقاوم جُود المحبة.

-13-

قال معلم الحياة الرب يسوع:

إن لم تعودوا إلى الطفل الذي فيكم،

فلن تقدروا أن تدخلوا ملكوت السموات.

ولا يقتل الطفل الذي فينا سوى البغضة وتدفنه في قبر الإرادة.

-14-

إن كنت تستطيع أن تعبئ الريح في زجاجات،

فأنت تستطيع أن تمنع فكرة جيدة من الانتشار.

-15-

لا يمنع العنف فكرة صائبة، بل يؤكد صحتها.

-16-

يحتاج الكذب إلى الضجة الإعلامية،

وصياح الغوغاء وحشد الرعاع؛

لأن كثرة الأتباع تحيط الكذب بوهم القوة.

-17-

ما هي سرعة انتشار الكذب؟

ينتشر الكذب بسرعة حسب سرعة نمو الجهل وانتشاره،

الجهل هو العائل الأول للكذب. ومن يقتل الجهل يقتل الطفيلي.

-18-

عندما تعايش وتصادق عبداً، تتعلم العبودية منه دون أن تدرس؛

لأن الصداقة هي مدرِّس غير منظور،

ولذلك قال رسول المسيح: لا تضلوا، المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة.

-19-

إذ كان الطائر يحتاج إلى جناحين لكي يطير،

فإن جناحي الحقيقة هما الحرية والثبات.

-20-

عندما يصبح الإيمان مرآةً للنفس،

ينفتح أمام النفس طريقين:

إما الإفراط في محبة الذات، وهو طريق الموت،

وإما النضوج والسعي لطلب مُلك الله، وهو طريق الحياة.

-21-

إذا كانت الشهوات هي التي تثير عواصف الفكر،

فإن شهوة الهدوء تُسكت هذه العواصف.

-22-

ليس للمحبة صورة واحدة تجمع كل إمكانياتها،

ولذلك تجسد ابن الله لكي يُعلن كل أبعاد المحبة.

-23-

للنفس عرسٌ أبديٌ

بدأ في الأبدية

بتدبير تجسد ابن الله.

حينما رأى الكلمة كل الذين سوف يتحد بهم،

خلق الكل لكي تكمل محبته،

وعندما ينتهي الزمان،

سوف نرى تلك البداية عندما كان التدبير خطة،

عند ذلك تصبح البداية هي النهاية، والياء هي الألف.

-24-

يسوع هو أمس؛ لأنه خالق الزمان،

وهو اليوم؛ لأنه رأس الجسد الكنيسة،

وهو إلى الأبد؛ لأنه الكلمة ابن الله الوحيد.

هو لم يجمع أبعاد الزمان: أمس واليوم والأبد،

بل صار هو أبعاد الزمان،

صار البديل لكل شيء،

ومن يفهم هذه الحقيقة، سوف يدرك أن يسوع هو الطريق،

وهو الوسيلة، وهو الغاية، وهو الحياة،

يسوع هو الذي يقود إلى يسوع.
+++

د. رودلف يني

أيها المناضل بالقلم

بالفكر وبالشهادة

لم يغلب الموتُ مَن شَهِدَ للحق.

مَن زرع كلمة معرفة في عقول وقلوب الأجيال الآتية، هو حيٌ؛

لأن الكلمة سوف تنمو في حقل الرب، وتعطي الحصاد.

جمعتَ النفوس حول مصدر الحياة يسوع المسيح إلهنا الصالح،

لم تجمع من الخدمة الأموال،

ولا سعيت لمنصبٍ،

عشت رسولياً،

ومُسحت بمحبة أم الشهداء، كنيسة مصر العظيمة.

خسرك زماننا الذي يخسر دائماً الرجال الأفاضل،

لكن خدمتك باقية، وسوف تأتي أجيال لتدرس الرسالة،

وما دوَّنته يدك الكريمة.

سلامٌ لروحك في عالم الأبرار

التعليقات

3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة