عمل الروح القدس في القلب

  • أول علامات فاعلية الروح القدس فينا هي عندما تشتعل محبة الله في قلب أي شخص مثل نار. وينشأ عن هذا رفضٌ وبغضة، بل جحد تام للعالم يصاحبه محبة الصلاة والحياة النسكية التي تعلِّم كل الفضائل.
  • العلامة الثانية هي أننا عندما نعتمد ونقبل الروح القدس فينا، هو التواضع الذي يُولد في النفس والذي يجعل من ينال هذا التواضع يعتبر نفسه تراباً ورماداً ودودةً (مزمور 22: 6)، فلا ينسب إلى نفسه أي عمل ذي شأن أو عظيم، بل يؤكد أنه عمل الروح القدس الساكن فيه.

  • العلامة الثالثة هي الرحمة التي تعلن أنك صورة الله، ولذلك عندما تفكِّر في كل البشر الذين تعرفهم تفيض عينيك بالدموع مثل مجاري المياه كما لو كان هؤلاء البشر جميعاً يسكنون في قلبك، ولذلك بشوق وحنان تحتضن وتُقبِّل Kiss الكل حتى أن قلبك يشتعل بنار الروح القدس وبقوته الساكنة فيك.
  • العلامة الرابعة التي تؤكد لك أن الروح القدس ساكنٌ فيك هي في المحبة الحقيقية، فلا تجعلك هذه المحبة تفكر إلاَّ في الله وحده. هنا هذا هو المفتاح الروحي الذي يفتح الباب الداخلي للقلب.
  • العلامة الخامسة عن عمل الروح القدس هي في استنارة القلب، فترى في سماء العقل القبة الزرقاء للقلب حيث يشرق نور الثالوث القدوس. هذه العلامة تقودك لرؤية العالم المنظور والذي منه تتعلم كيف ترتفع بالمعرفة إلى العالم الروحي حيث تقودك هذه الرؤيا إلى الدهش من عظمة العالم. وفائدة هذه الرؤيا فائقة؛ لأنك من هذا الدهش تتعلم النطق الروحي، أي الكلام بالألسنة وتتعلم معرفة العالم المادي والروحي معاً، فتصير لك “كلمة المعرفة” عن الأمور التي حدثت وعن تلك التي سوف تحدث، بل تنال إدراك الأسرار الخاصة بالحياة الآتية. يؤكد لنا هذا رائحةٌ عطرةٌ، وحلاوةٌ في الفم وهدوءُ الإدراك والفهم، فرحٌ وتسبيحٌ وتمجيدٌ وأناشيد وتراتيل تمجِّد بها الله.ما ذكرته سابقاً هو العلامات عن حلول الروح القدس فيك، أي الروح الذي قبلته عندما آمنت واعتمدت. ثم راقِب ماذا يحدث لك عندما تهاجمك التجارب التي رغم قسوتها، فإن قلبك يرفض أن يستسلم للخطية. فإذا لم تكن هذه قوة الروح القدس العاملة فيك، فمن أين يجيء رفض التجارب ومقاومتها خصوصاً مقاومة الشهوات؟ أنا أقول إن هذه هي قوة روح القداسة.

ترجم النص السرياني إلى الإنجليزية C. Mingana
في كتاب Early Christian Mystics, D165-67 نشر عام 1936.
تعريب د. جورج بباوي


من هو الروح القدس

  • جوهرٌ إلهيٌ عاقلٌ لا حدود لمقدرته، لا نهاية لعظمته.
  • فوق الإحساس الزمني وغير خاضعٍ للدهور.
  • واهبٌ لخيراته الخصوصية.
  • كلُ الخليقةِ تتجه نحوه في عوز وفقر شديد لتقديسه.
  • كلُ الخلائق التي تتنفس الحق تابعةً له بالضرورة وملتحقةُ به، ينعشها بالإلهام ويقودها برفق حتى يبلغها غايتها الكاملة.
  • هو المتقن لكل الأشياء والساكب حياةً على العالم.
  • حضرته كليةٌ في الزمان والمكان، فلا وجود لشيء إلاَّ به.
  • مصدر التقديس والنور الذي لا يُدرًك إلاَّ بحاسة العقل الروحي.
  • يشرق ذاته على الخليقة العاقلة الباحثة عن الحق، فتتمثله كطاقة استعلان واستنارة للرؤيا.
  • حسب طبيعتنا الحسية لا يمكن أن ندنو منه، ولكنه مُدرَكٌ بانتباهة العقل المنعطف ناحية الخير.
  • الأشياء مملوءة طبيعياً بقوته، ولكنه لا يتصل شخصياً إلاَّ بالخليقة المنفتحة له.
  • ليس لمعطائيته مقياس واحد، ولكنه يقسِّم مواهبه حسب نسبة الإيمان.
  • في جوهره بسيط، في طاقته متعدد ومتنوع.
  • موجودٌ بكله وتمامه في كل واحد، وكله موجود في كل مكان.
  • يتوزَّع بلا انقسام في صفاء وبغير اضطراب.
  • يتقاسمه آخذوه دون أن يفقد كليته، كشعاع النور الذي يوصل لك الشمس في رفق وتلطف، وكأنما هي مشرقة لك وحدك مع أنها مشرقة على الدنيا كلها. فالروح هكذا لكل من يتقبَّله، يكون كأنه له وحده مع أنه باعثٌ لنعمته بكفاية وكمال لكل بني الإنسان.
  • الكلُ يتعزَّى به كقدر طاقته لا كقدر طاقة الروح في ذاته.
  • وهو الذي بواسطته اقتبل الإنسان حالة التبني وتحول فيه الموت إلى عدم موت.

مقتطفات من رسالة القديس باسيليوس الكبير.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة