يوم تجسد الكلمة، يومٌ لا ينتهي

يوم أسَّس وحدانية الله والبشر،

الحياة حلَّت في الحشا البتولي

حلَّت في الخاضع للموت،

فخضع الموت للحياة،

وحملت الحياة الترابيين إلى

عرش اللاهوت.

****

سَكَنَ غير المحوي

في جسد بشر،

فصار المحوي في حياة الله.

****

ذاق الخالق الحبل،

والولادة،

والنمو،

ولما صار إنساناً،

بالحبل تخلى عن مجده.

****

بالولادة نقل أصلنا إلى أقنومه

بالنمو اختبر الوجع وحدود الطبيعة،

فصار معنا ومثلنا.

****

نقل القابل للموت إلى الخلود،

المتوجع إلى عدم الوجع،

الغريب عن الإلوهة إلى الاتحاد.

****

حفظ التمايز بين اللاهوت والناسوت،

فأسَّس الوحدانية الحقة التي بلا افتراق،

عيد أبدي لله والإنسان.

****

يوم سكن الحي إلى الأبد

في موتنا نحن البشر،

حقق ما ذكره سفر الخليقة،

لم يأخذ تراباً من الأرض،

أخذ لحماً ودماً من البتول،

فرفع المرأة من وهدة حواء.

****

يوم لا ينتهي؛

لأن النور يشرق في الظلمة،

والظلمة لا تحتويه.

****

الاتحاد لم يكن مؤقتاً،

محبة البشر هي تجسد الكلمة

أعلنت لنا حقيقة الله والإنسان معاً

ليس في نظام ولا في قانون ولكن في شخصك

ولكننا قسمنا الحقيقة الواحدة إلى مواضيع

والتبعيض مرض المائتين

قابع في عقولنا المنقسمة

تسعى لخلود رسمه خيالنا

هو زيف نهائية واضحة

****

الذين يكرهون الجسد؛

لأنهم فقدوا البراءة،

حملهم عار الدنس والخطية،

لرفضك متجسداً،

جدفوا على محبتك للبشر؛

لأنهم يكرهون حتى بشريتهم.

****

عابدو الأوثان

اسقطوا داء الوثنية القديم،

ولبسوا رداء الوثنية الجديدة،

هو رفض المحبة باسم العدل

تمزيق وحدانية الله إلى شخص وقانون،

سكروا بذات خمر الإلياذة،

في حانات القوة والكبرياء وجدوا ذواتهم،

شربوا كأس الخمر حتى آخر نقطة،

سحقوا الودعاء فسقطوا في بئر التحجر،

شربوا سم التعالي،

تحولت الخدمة إلى عبودية،

فنام التقدم في كهف الجهل والكسل،

فصار القتل شريعة حق،

لأن عبداً يحكم عبيداً،

فلا شريعة للحاكم والمحكومين إلَّا سيف القتل

****

في هذا البلاء الداهم أنت تتجسد

لا تراقب الظلم ولا تصمت على العدوان

بل تحرك نسمات الحرية

يا من أشرقت بتواضع المحبة

عشت في لحمنا ودمنا

لكي يشهد لك اللحم والدم

****

من أنشد لتجسدك

أنشد لعظمة الله والإنسان

أنشد للخلود والمحبة

تغنَّى بالاتحاد في ليل الفرقة الداهم

****

كيف يصف لسانٌ مَن اتحد بنا

الإنسانية تعيش فيك

أنت تعيش في الإنسانية

صارت واحداً معك

بغير اختلاط لكي تبقى

بغير امتزاج لكي تحيا

بغير تغيير لكي تنال محبتك للبشر

****

بتجسدك صارت محبة البشر

صفة أبدية من صفاتك

كانت مستترة ثم أُظهرت

المجد لك هو مجد للإنسانية فيك

يا محب البشر

كل عام وأنتم بخير

 

دكتور جورج حبيب بباوي

 

عيد تجسد كلمة الله ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح
يناير 2013م

التعليقات

2 تعليقان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة