تهنئة ورجاء من سيادة الرئيس

سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي

أُهنئك كرجل مصري مسلم مقاتل وجندي شجاع لم تخنه الشجاعة في ساعات القرار، ومعك كل رجال القوات المسلحة الأبرار، وعظماء وادي النيل.

لم أكن أول من حذَّر الرئيس السابق حسني مبارك من ثورة قادمة، ولم أكن أول من كتب عن السكارى بالسلطة في رئاسة الرئيس المعزول محمد مرسي. على أن سقوط حكم الإخوان لم يكن مستحيلاً، ولكن التوقيت وحده كان هو النقطة الوحيدة غير المعروفة عندي.

رجاء يا سيادة الرئيس أن تأخذ في اعتبارك أن الإصلاح السياسي، ليس فقط بقوة القانون، رغم الأهمية القصوى للقانون، ولا فقط بسيادة الدستور، رغم أن سيادة الدستور هي حصن الأمان لكم ولشعب مصر، ولكن الإصلاح السياسي الذي أقصده هو التربية السياسية التي لا بُد وأن تبدأ الآن. إذا أمكن أن يكون هناك تحالفاً للأحزاب، فسوف يكون هذا نجاحاً للثورة. على أن ذلك ليس هدفاً في حد ذاته، بل هو ضرورة تفرضها اللحظة. لا بُد من وجود مثل هذا التحالف وأن يكون فاعلاً في القرية، والشارع، بل وفي العشوائيات، في مراكز محو الأمية، في نشر الوعي بالواجبات الوطنية. وقد يكون الحل السريع لمشاكل المواطنين عن طريق إنشاء وزارة لشئون المواطنين يكلف بها وزيرٌ شاب يعمل على التحرك السريع لحل كل ما هو عالق من مشاكل في وزارات مصر المتنوعة.

أقطع بأنكم يا سيادة الرئيس تعرفون أن الجامعات والمعاهد المصرية تعجز عن قبول هذا العدد من الطلبة الذين يؤدون امتحان الثانوية العامة؛ لذا أقترح العودة إلى “كتائب الشباب”، وهي كتائب للعمل في كل مشاريع التنمية الاقتصادية بكل أنواعها بأجر مناسب يستوعب الطاقة الشابة؛ حتى لا يجد العاطل عن العمل من ينتظره لكي يضمه إلى جماعات الظلام والعنف.

لقد طلبتَ -وأنت على حق- ضرورة إعادة تقييم دور الخطاب الديني في المسجد والكنيسة. وجاء قرار وزير الأوقاف التاريخي بمنع كل من لم يتلقَ تعليمه الديني من جامعة الأزهر من أن يعتلي المنبر، وعلى الكنيسة المصرية أن تأخذ قراراً مماثلاً، حيث بات الوعظ سلطةً رخيصةً في أيدٍ غير أمينة في عدة كنائس.

وإذا كان بيت العائلة المصرية، أو غيره يفكر في تجديد الخطاب الديني، فأول درس عملي هو استعادة التاريخ المصري، على الأقل منذ أن أنشأ محمد على الدولة الحديثة في مصر. فلا يجب أن تفقد مصر ذاكرتها؛ لأن إعادة اكتشاف الذات هو ما سوف يدفع بالطاقة الوطنية للعمل الجاد الذي فجَّر ثورة 1919 وغيرها من حراكٍ وطني غيَّر وجه الحياة في مصر.

قلبي معك، ومع كل الرجال الأوفياء الذين يعملون معك، وكلنا رجاء أن تجتاز مصر عنق الزجاجة الذي فُرضَ علينا من الداخل والخارج.

سيادة الرئيس، لست أدري كيف لصوتي أن يصل إليكم، ولكن ما ذكرته ليس بعيداً عن دائرة الاهتمامات التي عرضتها سيادتكم في الإعلام المصري.

أخشى أن يأتي الإصلاح فوقياً؛ لأن حراك القاعدة الشعبية هو الذي يبني كل شيء لشعب مصر العظيم.

الله أكبر، وعاش شعب مصر. الله معكم

دكتور
جورج حبيب بباوي

مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية
أستاذ اللاهوت السابق بجامعات أوربا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة