صومُكَ وصومي …

يا يسوعُ تصومُ عن اهتمامِكَ بذاتِكَ، فتعطي حياتَكَ بلا مقابلٍ: خذوا كلوا هذا جسدي. تقدِّمُ ذاتَكَ للخطاةِ، وتمزجُ كيانَكَ -في عطاء الدم- بالجبناءِ وخائري العزم. لولا إخلاءُ ذاتِكَ لم تصلنا نعمةُ الحياة، فقد مزجتَ حياتَكَ بالمائتين؛ لكي يحيا الموتى بحياتِكَ. فهذا لحنُ قُدَّاسِكَ، قداسٌ دائمٌ لا ينقطع. كيف يكُفُّ نهرُ الحياةِ، وأنت الحياةُ والقيامةُ، والعطاءُ الأبدي؟

-1-

أنت الذي صومُكَ الإلهي

هو إخلاءُ الذاتِ

وصومي

هو التخلي عن آدم القديم

-2-

صومُكَ الإلهي هو تنازُلُكَ عن ذاتِكَ

حتى الموت

وصومي

هو تجلي الحاضرُ

بقوةِ ما هو آتٍ

وتركُ القديمِ كلِّهِ

بقوة القيامةِ

-3-

صومُكَ الإلهي هو بذلُ الذاتِ

تصومُ عن اهتمامِكَ بذاتِكَ

فتعطي جسدَكَ ودمَكَ

وصومي

هو أن أكونَ جسدَكَ

في الكونِ

شهادةً لمحبتِكَ

لا لذاتي

لكي يكونَ صومُنا

صوماً واحداً

أنت غارسُهُ

وأنت ساقيه

وأنت كُلِّي

-4-

صومُنا انقطاعٌ،

لكننا نعود للطعامِ

لندركَ بالانقطاعِ

أن لنا حياةً

ليست من الطعامِ

-5-

صومُكَ هو انقطاعٌ

عن إرضاءِ الذاتِ

حتى أنكَ

لم تعُد

إلى إرضاء ذاتِكَ

بل

حتى بعد كمالِ التدبيرِ،

لازلت تبذلُ ذاتَكَ

عن الخطاةِ

في كلِّ قداسٍ

تغسلُ الأدناسَ

وتطهرُنا من

نجاساتِنا

وهذا هو انقطاعٌ

عن التمسُّكِ بقداستِكَ

تصومُ عنها

لكي تجعَلَنا أطهاراً

-6-

يا صائماً بالمحبةِ

اُسكُب محبتَكَ

في قلبي

لكي، بالمحبةِ

أصومُ عن محبةِ الذاتِ

فأحيا لا أنا،

بل تحيا أنت

لأنكَ تصومُ لكي تحيا

واحداً معنا.

التعليقات

2 تعليقان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة