يومُ الصلبوت – 1

يومُ الصلبوت -1

-1-

الكلماتُ، تلك الخائنة

راقصةٌ خادعة

من الشفتين للأذنين

قد تموتُ في الذاكرة

قد تخدعُ، حتى النظرة

خلطناها بخيالاتنا العابرة

***

أمامَ يومِ الصلبوت

يومَ وُزِنَت فيه كل أسفارنا

وُضِعَت كلُّ الكتب

في كفةِ ميزانِ المحبة

فظهرتْ كفتُهُ فارغة

المحبةُ صُلِبَتْ، والكلام كله صَمَتْ

في صمتِ اللسانِ، وعجزِ النطق

أشعلَ الصليبُ نارَ العطاء

فكيف ينطق بها لسانٌ، إلا الذي صُلب

في يوم الصلبوت مات كلُّ خطابٍ

جعلَ العملَ نُطقاً بلا لفظ

***

يومُ صلبِكَ يا يسوع مزَّقَ التاريخ

فَصَلَ كلَّ الشرائعِ،

أظهرَ ضعفها

فضحَ ضحالةَ حبِنا

وفظاعةَ شرنا

أعلنَ غفراناً لكل الغافلين

والخطاةُ جميعاً غافلون ونائمون

غفرتَ قبلَ موتك

حتى لا يصبح موتُك تفسيراً

فكرةً أو سطراً في كتاب

يدافع عنه الحمقى ويشرحه الغافلون

الصلبُ شَرعةٌ، وشراعٌ للغافرين

-2-

يومُ اعترافِنا بعجزنا

واسمُكَ الذي ننطقه

وعلامةُ عهدِك التي نرشمها

تفضحُ وجوهَنا

جعلناك أيقونةً

لنتجنبَ مثالَكَ

جعلناكَ فكرةً نطويها في كتبنا

ونسطِّر حولها ما نشاء

ونكتب عن حُبِّه

لكي نحجب حُبَّنا

***

يومُ الصلبوت يومُ موتنا

يومُ نهايةِ كلَّ شرائعنا

قد تنفع في تجارة أسواقنا

شرائعنا لا تدوم مثل زماننا

الصلبوت تحدَّى عجزنا

حاولنا احتجازه رهينةً في أقفاصنا

سوَّرناه بنظرياتنا

وكل سورٍ وفكرةٍ

دمرتها المحبة، ودمَّرتْ معها أشواقنا

الحقُ صُلب

ولما صُلب قام

عجَزنا عن قتله

انتفض بقوة الحياة، فهزم أفعالنا

يسوع مات ظافراً

يسوم قام ظافراً

الصَّلبُ موتٌ لانتصار

فالعطاءُ يشرق باهراً

+   +   +

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة