إهداء إلى نيافة الأنبا بيشوي – 4

          إذا كانت نعمة الله مخلوقة، ونحن في القداسات نستدعي الروح القدس على الخبز والخمر لكي يتحول كلاهما الى جسد الرب ودمه، فهل هذا عمل يقوم به مخلوق؟ أم الروح القدس الرب المحيي الواهب الحياة؟

إذا كان التحول عملاً مخلوقاً يتم في دائرة ما هو مخلوق، أي أيام الخليقة الستة الأولى، ولا ينتمي إلى الخليقة الجديدة، فما هو الجديد، وماذا أخذنا من المسيح، ومن الروح القدس وقد عدنا إلى الحياة القديمة؟

أما إذا كان هذا هو عمل الخالق، فنحن لا نأخذ جسداً مخلوقاً قابلاً للفساد. ولعل ما رسب في وعي من اتخذ قرار منع المرأة الطامث، هو الاعتقاد بأن دم الرب ينزف من جسدها؛ لأن دم الرب هو دم طبيعي بيولوجي، وهو ما تفتق عنه عقل نيافة الأنبا روفائيل، فقال إنه واحد لتر مضروب في غير المحدود، ولذلك نأخذ منه ولا ينتهي، فهو إذن دمٌ طبيعي وليس هبة الحياة التي تعطى في الكأس، أي في الدم. ولم يلاحظ نيافته أن كلمة “دم حقيقي” تعني أنه دمُ مَن هو “حق”، مَن هو “القيامة”، هازم الموت، وهو لا يقاس باللترات، بل هو الهبة “السمائية غير المائتة الإلهية”، حسب تسليم الليتورجية.

ودم المسيح فينا هو هبة حياة أبدية غير مائتة لا يتحول فينا إلى عنصرٍ مائتٍ؛ لأنه دم الحي إلى الأبد. (سوف أكتب فيما بعد رداً مفصلاً على نيافة الأنبا روفائيل؛ لأنه حشر أثناسيوس الرسولي في البدلية العقابية وهو بريء منها تماماً).

أعود الى نيافتك يا أنبا بيشوي.

هل نحن نقوم إلى حياة آدمية بيولوجية مثل تلك التي تصوَّرها فراعنة مصر؟ وأننا سوف نعيش فيما بعد حياة بيولوجية، أم أننا سوف نكون -كما قال الرب نفسه “لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله”؟ هل هذا التحول، يتم فينا بنعمة مخلوقة لكي نظل نأكل ونشرب … الخ أم أنه تألُّه الناسوت الذي رفضتَه؛ لأن تألُّه = خلود، وخلود = أبدي، وأبدي = إلهي، وإلهي = نعمة؟

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة