الموت العقابي أو البدلي!!! ماذا يعني الاحتكام إلى أثناسيوس؟ (2)

          من يريد أن يعرف إيمان أثناسيوس، وكيف يقدِّمه، لا يجب أن يفرض تصوُّره الخاص. ولدينا نموذج يعرفه كل من كان يتابع الميامر التي كان دير السريان يصدرها في مناسبة عيد الميلاد والقيامة، فقد قدَّم الراهب أنطونيوس السرياني ميمر عيد الميلاد: لماذا تجسد الله، على أنه للقديس أثناسيوس، في حين كان الميمر إعادة صياغة لما ورد في محاضرات اللاهوت النظري للأب أوجين دي بليسي والتي لا علاقة لها بالمرة بأيٍّ من كتابات القديس أثناسيوس. وتمر الأيام ويصبح الراهب أنطونيوس السرياني أسقف الكلية الإكليريكية، وعندما حاولت تدريس كتاب “تجسد الكلمة” مُنعتُ من التدريس، وألغى الأنبا شنودة مادة آباء الكنيسة من مناهج الدراسة. هذه حقيقة ما حدث. وقد أدركت أن الحوار مستحيل لأن كل مَن يظن أنه على حقٍ بشكلٍ مطلق لن يسمع ولن يتنازل. ونحن هنا أمام من استوعب تراث الإسكندرية، ومن لا زال تحت تأثير لاهوت العصر الوسيط الذي تطوَّر على يد أنسلم وقادة حركة الإصلاح.

أقول للكل: نحن لسنا في حلبة مصارعة، ولا هي قضية مَن هو على صواب ومَن منا على خطأ، بل الدافع الحقيقي لإصرارنا على الشرح والتوضيح كان ولا يزال هو استرداد تراثنا اللاهوتي. وعندما يحاول أيٌّ من الإكليروس الدفاع عن لاهوت العصر الوسيط، فليعلم أنه يفصل نفسه عن تراثنا ويبدد أساسات التدبير.

Alternative_or_Penalty_Death_02.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة