المحبة أساسنا الأبدي

مَن لا يحب لم يعرف الله (1 يو 4: 8)

فالثالوث شركةُ محبةٍ

مع المحبةِ إنكارُ الذات

حسب محبة الثالوث

كلُّ أقنومٍ يحلُّ في الآخر

ينكرُ ذاته عند الاستعلان

الآبُ يُعلَنُ في الابن

الابنُ يعلَنُ في الروح

الروح يُعلِن المحبة

مع الاستعلان يتم إنكار الذات

يترك كلُّ أقنومٍ للآخر، حياتَه وحركَته

تجسَّد الابنُ وأخذ صورة العبد

أنكر ذاته ليخدم العبيد

حلَّ الروح المعزِّي يوم العنصرة

فأعلن يسوع ربًّا وملكًا

ومَن قَبِلَ الاستعلان بدون إنكار الذات

سقط في بئر الأريوسية

جئتَ في صورة العبد لكي تخدم العبيد

فالعبدُ لم يكن عبدًا

خِدمَتَه لم تفقده أزليته

ونحن إن أدركنا هذا السر

بدون إنكار ذواتنا

تعذَّر علينا الشركةَ فيه

كلُّ الهرطقاتِ تبدأُ بتأكيد الذات

وتنتهي بفراغ الذات من ثالوثية المحبة

مَن يقول يسوعُ ربٌّ، أنكر ربوبية الذات

مَن أنكر ربوبية الذات، تعلَّم سِرَّ الصليب

مات مصلوبًا رفَعَه الصلب من الجلجثة

إلى يمين الآب بعدما هدم القبر والجحيم

اِرشِم الصليب لكي يتحول وجودك

حيث الجلجثة كامنةٌ في قلبك

اكتشِف كيف يفكر الأزلي ذاته

لكي يعطي خبز الخلود

الحزن والغضب والشعور بالذنب

طفيلياتٌ سامةٌ تحاصِرُ الذات

تسجنُ الوعيَ في معتقل الجهل

مَن مات لكي تحيا أنت

حيٌّ محيي، ولذلك غَلَبَ الموت

د. جورج حبيب بباوي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة