الكنائس الأخرى تدخل طرفاً فى أزمة بباوى (الحلقة الثانية)

عندما بدأت أفكر في كتابة هذه السلسلة، وعندما كتبت الحلقة الأولى منها (والتى نشرت يوم 12 مارس) كنت أعي تماماً أن الأزمة الحالية التي تمر بها كنيستنا لا تولد ولا تنمو مستقلة ومنعزلة عما يحدث فى الكنائس الأخرى، سواء الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة أو الكنائس غير الأرثوذكسية (للأسف لا تقبل قيادات كنيستنا أن ندعوها أيضاً بالكنائس الشقيقة، فهي كنائس بحسب اعتراف البابا والمجمع، ولكنها كنائس غير شقيقة، ربما لعدم إتفاقها معنا في الأم والأب، حيث أنها تتفق معنا في الأب فقط الذي هو الله أبونا كلنا، أما الأم فمختلفة، فأمنا نحن هي مصر كما نقول في الأغنية الشهيرة، أما أم الكنائس الأخرى فمجهولة، مع الاعتذار من أعماق قلبى لجميع الكنائس التي لا نسميها شقيقة).

وكان تقديري أن موقف هذه الكنائس يؤثر حتماً فى نمو الأزمة وفى تحديد مصيرها النهائى، وكان دافعى فى هذا له بعيدن أحدهما لاهوتى عاطفى، والآخر سياسى عقلانى.

فالبعد الأول اللاهوتى العاطفى هو تمسك قلبى وعواطفى بفكرة الجامعية المسكونية، وهى فكرة تأسست عليها الكنيسة منذ زمن طويل بل إن من علامات الكنيسة أنها جامعة، بمعنى أن التقليد يحتم إشراك الكنائس الأخرى فى حسم الخلافات وفى الحكم على الهرطقات والبدع، وقد تعود البابا شنودة الثالث أن يعلمنا ذلك فى كتبه ويمكن للقارئ الفاضل والقارئة الفاضلة أن يراجع كتاب البابا عن شرح قانون الإيمان عندما تكلم عن تعبير “نؤمن بكنيسة جامعة”، وفى هذا الكتاب أشار البابا الى صعوبة عقد مجامع مسكونية تضم كل الطوائف ولكنه شدد على أهمية عقد مجامع تضم الكنائس الأرثوذكسية فقط.

أما البعد الثانى المنطقى السياسى البحت فكان يقول لي أن الكنيسة لا بد وان تتحسب لردود فعل الكنائس الأخرى، وتحاول فى مرحلة من مراحل الصراع أن تتقيد بردود الفعل هذه.

ولم أكن فى الحقيقة متفائلاً، فقد كانت الكثير من الدلائل والمؤشرات تؤكد على أن الموقف العام لأى كنيسة غير كنيستنا تجاه الأزمة الحالية هو المزيد من السلبية التامة، مما يعنى بكل صراحة ودون لف أو دوران أنهم قد وقعّوا على أوراق التفويض على بياض ليتمكن البابا شنودة من الإجهاز على عدوه اللدود الدكتور جورج حبيب بباوى، هذا على المستوى الشخصى والفردى، أما على المستوى العام فإن السلبية التامة تعنى للأسف تسليم الأسقف الدمياطي أوراق عقيدة الكنيسة ليلهو بها كما يشاء خارج أى مرجعية آبائية كانت أو مسكونية.

تتابع الأحداث:

ثم حدث أن تحركت الأمواج خلال الأسبوع الماضى بغير ما كنت أتوقع، بدأت نذر التغيير بما نشر في جريدة “المصري اليوم” بعددها الصادر يوم الخميس 15 مارس 2007، ونشر على الصفحتين الأولى والخامسة بعنوان “أزمة بين الطوائف المسيحية بسبب تكفير الأنبا بيشوى غير الأرثوذكس: الكاثوليك والبروتستانت يعتبرون حديثه عودة للعصور الوسطي .. ويطالبون البابا بتوضيح موقف الكنيسة” وحمل هذا التحقيق آراء وتعبيرات قاسية غير معتادة لمجموعة من قيادات الكنيسة الإنجيلية فى مصر.

والملاحظ أن التحقيق لم يشر من قريب أو بعيد لقضية الدكتور جورج حبيب بباوى، كما لم يتناول المناقشة الفكرية واللاهوتية لموضوع الخلاف، ولكن التحقيق استدعى من التاريخ القريب محاضرات للأسقف الدمياطي تفوه بها فى مؤتمر تثبيت العقيدة بالفيوم، صال وجال فيها موجها الشتائم والاتهامات للكنائس الأخرى، وهو موضوع قديم ومعروف وموثق ومثار فى جميع الكنائس، وكان قد تم الإتفاق غير الرسمى على التكتم عليه وعدم إثارته، لذلك أعتقد أن إثارة هذا الموضوع كان مجرد تسخين للجو السياسى إستعداداً للقضية الأهم.

وكانت العلامة الثانية هو ما تفوه به قداسة البابا شنودة الثالث فى لقاءه مع نادى ليونز القاهرة يوم الجمعة الماضى، ونشر فى أغلب جرائد يوم أمس السبت الموافق 17 مارس، عن تكذيب البابا لما ينشر ويقال عن تكفير الأنبا بيشوى لغير الأرثوذكس (أما صحة كلمات البابا وصدقها فهو موضوع آخر مختلف، سأخصص له مقال مستقل بمشيئة الله) وفى هذا الحديث كما نقل وكتب محرر المصري أيمن حمزة أكد البابا أن “الكلام عن تكفير بيشوى غير الأرثوذكس غير معقول”، كما أكد البابا شنودة أن الشرائط المتداولة مختلقة وغير صحيحة، وأعتقد أن ما قام به البابا هنا هو محاولة لقطع الطريق على الكنائس الأخرى للسير قدماً في الطريق الأساسي للمشكلة.

أما العلامة الثالثة والأهم من وجهة نظري فهو ما نشرته جريدة روز اليوسف فى عددها الصادر صباح يوم الأحد الموافق 18 مارس خبراً بعنوان “الكنيسة الإنجيلية تدخل طرفاً في أزمة بباوى”، ولكن ما ذكر داخل النص وليس فقط العنوان هو دخول الأزمة فى أروقة كل من الكنيسة الإنجيلية ومجلس كنائس الشرق الأوسط على السواء، وبالنسبة لي فمن هنا بدأت الأمور تعبر عن نفسها بصراحة تامة، لذلك لا بد أن نقرأ وندقق فى هذا الخبر.

أولاً إليكم أيها الأحباء نص الخير المنشور:

إنتقلت أزمة د. جورج خبيب بباوى عميد المعهد اللاهوتى بولاية أنديانا الامريكية الذى صدر قرار بعزله وحرمانه من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتدخل كلا من الكنيسة الإنجيلية ومجلس كنائش الشرق الأوسط كطرفين جديدن للأزمة.

وذلك بعدما أصدر مجلس كنائش الشرق الأوسط بياناً يؤكد فيه أن ما قاله جورج حبيب بباوى مخالف وليس صحيحاً .. على خلفية أزمة بباوى بالكنيسة الأرثوذكسية وذيل البيان بإمضاء القس جرجس صالح الأستاذ بالكلية الإكليريكية والأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط.

وهو ما إعتبرته اللجنة التنفيذية للسنودس الإنجيلى التابع للكنيسة الإنجيلية أمراً خارج إختصاص مجلس كنائش الشرق الأوسط مشدداً على أن القضية تخص الكنيسة الأرثوذكسية فقط.

وقال القس د. أندريا ذكى نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، ورئيس اللجنة التنفيذية للسنودس لـ “روزاليوسف” إن اللجنة تتساءل عن البيان الذى صدر عن مجلس كنائش الشرق الأوسط بشأن د. جورج حبيب بباوى، وترى أن هذه القضية ليست من إختصاص مجلس كنائس الشرق الأوسط ونحن نتساءل عبر منوبينا فى المجلس عن الجهة التى أصدرت البيان وأضاف “رفعنا طلباً بهذا وإستفساراً لتمثيلنا لدى المجلس، وطلبت من د. صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية الإستفسار عن هذا البيان نؤكداً أن القضية تخص الكنيسة الأرثوذكسية فى المقام الأول، وتساءل زكى هل الأمانة العامة لمجلس كنائش الشرق الأوسط قد إجتمعت بالفعل لاصدار هذا البيان؟ أم أن البيان صدر بصفة شخصية.

الخلفية الأولى: ماذا يحدث داخل السنودس

الدكتور القس أندريا زكى هو النائب الجديد لرئيس الطائفة الإنجيلية، وهو النائب المنتخب حديثاً منذ أيام، ويعتبر الدكتور أندريه زكى من أهم القيادات الجدد فى الكنيسة الإنجيلية، والذين يمكن تسميتهم بالمجددين الليبراليين (ويمكن أن نضيفه الى قائمة تشمل الدكتور القس مكرم نجيب والدكتور القس إكرام لمعى وغيرهم)، وللدكتور القس أندريا زكى مواقف معروفة مضادة لتيار المحافظين القدامى من الإنجيليين من شيوخ القسوس والعلمانيين على السواء والذين يمثلهم د. القس صفوت البياضى ود. القس فايز فارس وغيرهم.

ومن المعروف أن هناك فرق كبير بين التيارين (المحافظون القدامى والمجددون الليبرالييون) فى العديد من القضايا لعل من أهمها قضية الموقف من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فبينما يضع المحافظون القدامى قضية الشكل العام للكنائس المصرية فى المقدمة فيميلون بالتالى الى إتباع أساليب اللين وعدم الرغبة فى الصدام مع قيادات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبخاصة البابا شنودة الثالث، يفضل تيار المجددون الليبراليون المحافظة على هوية وإستقلالية الكنيسة الإنجيلية كقضية لها المقام الأول، ولا يخشون الدخول فى صدامات مع القيادات الأرثوذكسية إذا لزم الأمر.

الخلفية الثانية: ماذا يحدث داخل مجلس الكنائس

أما الجانب الثانى من الخلفية فيجب أن يتناول ما حدث فى مجلس كنائس الشرق الأوسط، ففى إطار الحرب التى أعلنتها الكنيسة على الدكتور جورج حبيب بباوى، تحمس الأستاذ جرجس صالح الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، للدخول فى المعركة كى يقف بجانب البابا والأنبا بيشوى على حساب الدكتور جورج حبيب بباوى، وكانت وسيليه (مثل غيره) هو إصدار بيان تأييد للبابا وهجوم قاسى على الأطراف الأخرى (فى حلقة من حلقات هذه السلسة سيتم عمل تحليل علمى لمحتوى بيانات التأييد التى صدرت، وبالطبع فهذه البيانات هى أهم الأوراق المتاحة للأزمة ويجب أن تتم قراءتها عدة مرات وبهدوء تام).

ولكى تنال كلماته أهمية وصدى (وبخاصة لأنه وجه بيانه الى الصحافة والى مجلة روز اليوسف خاصة)، كان جرجس صالح حريصاً على يقدم نفسه بصفته الوظيفية، وأن يقول أن بيانه قد صدر بصفته أميناً للمجلس.

وهنا يجب أن نؤكد على أن الراسل (جرجس صالح نفسه) والمرسل اليه (البابا شنودة الثالث) كانا يعيان ومدركان لهذه الأمور، وأنها لم تتم على سبيل الصدفة أو الخطأ غير المقصود.

وأمامنا دليلين على هذا، الأول هو أن جرجس صالح قد سجل بيانه على الأوراق الرسمية الخاصة بمجلس كنائس الشرق الأوسط، كما كان حريصاً على أن يوقع بصفته الأمين العام للمجلس، بالإضافة الى أن جرجس صالح نفسه وفى الصفحة رقم 4 من البيان وتحت البند رقم 13 يؤكد أن ما كتبه فى البيان يجئ بصفته أمين عام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بل إنه أضاف أن رده يجئ بحسب مسئوليته كأمين عام لهذا المجلس !!!.

أما الدليل الثانى فهو كيفية معاملة البابا شنودة لهذا البيان وكيفية تصنيفه، فمن الملاحظ أن موقع البابا على شبكة الانترنت قد نشرت جميع ما ورد اليه من بيانات ورسائل تأييد، وقد تم تقسيمها بحسب الموقع الى سبعة فئات كما يلى: العلمانيين، المجالس الملية، مجامع الكهنة، مجامع الأديرة، الإكليريكيات والهيئات الكنسية، المكرسين، المهجر.

ومن المهم أن نلاحظ أن موقع البابا لم يضع البيان الذى أصدره الأستاذ جرجس صالح ضمن فئة (العلمانيين) كالأفراد الذين يعبرون عن أنفسهم، ولكنه وضع البيان ضمن فئة (الإكليريكيات والهيئات الكنسية)، أى أن موقع البابا يعترف ويقر أن هذا البيان لم يصدر ليمثل جرجس صالح كفرد يمثل نفسه وله الحق فى إبداء الرأى الشخصى البحت، ولكنه يعبر عن هيئة كنسية، وهى بالطبع مجلس كنائس الشرق الأوسط.

ونضيف أن الفئة الأولى والتى يسميها الموقع (العلمانيين) تضم البيانات والخطابات التى أرسلها العديد من الأفراد، وجاءت فى 1150 صفحة، وغالبيتة مرسليها من المعروفين والأكثر أهمية كنسياً من جرجس صالح بكثير، ومنهم على سبيل المثال: الدكتور مينا بديع عبد الملك، والأستاذ أمير نصر.

دروس ومعان وتوابع:

تعالوا نتأمل معاً نتائج الأحداث داخل الكنيسة الإنجيلية، لقد حدثت مجموعة من المتغيرات فى طريقة إدارة الكنيسة الإنجيلية للمعركة عبر الأيام القليلة الماضية:

  • فالقيادات الجدد دخلوا اليها كبديل عن المحافظون التقليديون وهذا تغيير نوعى هام، فهذه القيادات لديها رصيد من الجرأة على التعبير الصريح عما يخدم مصالح الكنيسة الإنجيلية، بينما الهدف الأساسى الذى يحرص عليه مجموعة الحرس القديم هو إحتفاظهم بعلاقات شخصية قوية مع البابا شنودة لا أكثر، ولعل أهم ما يقلقهم حالياً هو مصيراللقاء السنوى الودى الذى يتم فى بداية شهر يناير من كل عام مع البابا فى مقره بالأنبا رويس.
  • كما نلاحظ أن الهجوم أصبح مباشراً نحو القضايا الهدف والأم (مثل المسكونية، ودور الكنائس وتوازن العلاقات، واحترام هدف المؤسسات المشتركة)، بدلاً من التمسح فى موضوعات قديمة (وإن كانت لا تقل أهمية)، الحديث الأن لا يكتفى بمحاسبة الأسقف الدمياطى بيشوى على إهاناته للطوائف الأخرى، ولكنه إتسع ليشمل قضية أكثر خطورة وهى مدى سيطرة الكنيسة الأرثوذكسية على المؤسسات والهيئات المسكونية، التى يفترض أنها تمثل الكل على السواء، أنها لا تتدخل فى الخلافات العقائدية، وأعتقد أنه فى مرحلة لاحقى يتناول القضايا اللاهوتية موضع الخلاف فى الأزمة.
  • وأخيراً حرصت هذه القيادات على أن تكون إثارة الموضوع فى إطار المؤسسات وليس كحوار بين أفراد، لذلك كان القس أندريه زكى كما أعتقد حريصاُ على إستخدام مصطلحات مثل: مساءلة، المجلس، إختصاصات: وهل إنعقد، ومن الواضح أنه دخل المعرعة ليس كفرد ولكن كمؤسسة هى اللجنة التنفيذية للسنودس.
  • ومن توابع ما حدث هو التحرك الذى نلحظه جميعاً هذه الأيام داخل الكنيسة الكاثوليكية، فالشأن عام يخص الجميع، لذلك بدأت بعض الجهود من داخل الكنيسة الكاثوليكية لتدفع قياداتها الى عدم التخلى عن الدور الذى يمكن أن تقوم به، وبخاصة أن تيار الشتائم والإتهامات والإهانات التى يتفوه بها أسقف دمياط تطاولت على هذه الكنيسة أيضاً.

ولا يجب أن نفهم من هذا أن المقصود من تدخل الكنائس الأخرى هو مناصرة طرف على آخر، حيث أن ذلك لن يحدث، بل ربما العكس هو ما سيحدث بالفعل، فنحن نتوقع أن التدخل الحالى للكنيسة الإنجيلية، وبشائر تدخل الكنيسة الكاثوليكية، سيؤديان الى وضع مجموعة المطالبين بالإصلاح داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مأزق حقيقى، حيث سيستغل كل من البابا شنودة والأسقف الدمياطى بيشوى هذه الفرصة لتوجيه المزيد من الإتهامات الى المصلحين، سيتهمانهم بالتعاون أو التعاطف مع أعداء الكنيسة، أو الإنتماء الى الطوائف الأخرى، وستصل هذه الإتهامات حتماً على أن تكون أحد أهم الأدلة المستخدمة للطعن فى صحة ايمانهم الأرثوذكسى، وهو أسلوب تعودناه من البابا شنودة الثالث عبر السنوات الخمسين الماضية وبالتأكيد لن يحيد عنه هذه المرة.

وبالرغم من ذلك فأعتقد أن تدخل الكنائس الأخرى، مهما كان شكل التدخل أو مستواه، سيؤدى فى النهاية الى إضعاف موقف البابا شنودة الداخلى، وعلى الأقل سيساعد أى مجموعة تسعى من الداخل الى فرض مساحة من العقلانية والحوار وإيقاف تيارات العنف اللامحدودة.

ولكن الأسئلة الحيوية التى يسألها كل متابع ومحلل هى:

  • إلى أى مدى ستستمر المعركة؟
  • وإلى أى مدى سيستطيع فادة الجيل الجديد من قيادات الكنيسة الإنجيلية أن تتواصل فى طرح رؤيتها للأمور؟
  • وما هى الأسلحة التى ستستخدمها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو البابا شنودة كى تجهض أى محاولة للتدخل، حيث أن أى تدخل سيقوى فكر المسكونية وهو ما سيصب فى النهاية فى صالح تيار الدكتور جورج حبيب بباوى؟
  • ما هى النتائج التى يمكن أن تنتج عن هذا التحول؟؟

لا نملك الإجابة على هذه الأسئلة

التعليقات

19 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة