حول مصداقية البردية عن زواج يسوع

لعل القارئ القبطي الذي مُنِعَ عنه دراسة التاريخ الكنسي طوال فترة طويلة لا يعرف أن الشيع التي كانت تملأ العالم القديم كانت لها الكتب الخاصة بها. كان من ضمن هؤلاء اتباع ماني وقد عُثِرَ في مصر على مزامير هؤلاء، ثم جاءت برديات نجع حمادي في صعيد مصر، وهي ما يعرف باسم أناجيل الغنوصيين. وأستاذنا الدكتور باهور لبيب أطلق عليهم العارفون بالله. وهؤلاء مزجوا الفلسفة اليونانية القديم السابقة على انتشار المسيحية بعبارات من الأناجيل القانونية مثل أنجيل متى الذي استُخدم في تأليف ما يعرف بإنجيل توما. والغنوصية هي هرطقة تؤمن بتصوفٍ متطرف جداً يقوم على ثنائية الجسد الذي خلقه إله الشر، والروح التي خلقها إله الخير، ولذلك نجدهم قد رفضوا العهد القديم برمته. وكان مرقيان هو زعيم هؤلاء ورفضوا تجسد ابن الله يسوع، ولم يؤمنوا بموته على الصليب؛ لأنه لم يكن له جسد بشري حقيقي بحسب اعتقادهم.

وانتشار القصص الخرافية في أدبيات هذه الشيع، معروف لكل من يدرس ما يُعرف باسم دراسات الأبوكريفا.

والبردية التي أُعلن عنها أخيراً، هي جزء من هذه الأدبيات، وهي مكونة من ثمانية أسطر باللغة القبطية الصعيدية، وترجمتها كالآتي:

السطر الأول: ليس (        ) إلى أمي أعطيتني الحياة

السطر الثاني: قال التلاميذ ليسوع

السطر الثالث: …. ينكر، مريم مستحقة

السطر الرابع باللغة القبطية: بداية لسطر لا يمكن قراءته، ولكن تحتوي هذه الكلمات:

قال لهم يسوع: زوجتي

السطر الخامس: …. هي تستطيع أن تكون تلميذة لي

السطر السادس: …. لينتفخ الناس الأشرار

السطر السابع: أما بالنسبة لي، سوف أسكن حتى

السطر الثامن: ناقص كله وبقيت كلمة واحدة فقط هي كلمة صورة

وبذلك يتضح لنا أن المحتويات ناقصة ولا تؤكد زواج المسيح من عدمه؛ لأن العبارة التي يبدأ بها السطر الرابع غابت وليس لدينا إلاَّ هذه العبارة: …. قال لهم يسوع: زوجتي. وهي تحتمل: زوجتي هذه التي يدَّعون أنها زوجتي. وقد تحتمل أن تكون: زوجتي هذه ليست زوجتي.

وملامح إنكار أنها زوجته بادية في السطر الخامس الذي يحتوي عبارة: تستطيع أن تكون تلميذة لي، أي تلميذة ليسوع.

نلاحظ أن الإعلام يدق طبوله عالياً لأن المسيح شخصٌ فريد لا مثيل له في حياته وتعاليمه وموته وقيامته. ونحن نطلب من الرب أن يرحم من يؤسس إيمانه على ما يطرحه الإعلام.

التعليقات

2 تعليقان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة