عتاب للأخوة الذين يتهمونني باطلاً

لم أكن يوماً من الأيام من الجبناء الذين يأخذون من الأسماء اللامعة ستراً حامياً يستترون خلفه:

الأب صفرونيوس

كانت مجموعة من مجلدين، تُرجِمَت بالاشتراك مع العالم الكبير المتنيح الأنبا مكسميوس مطران القليوبية، ولأن المجلد الثاني كان يشتمل على دلال المزامير، وهو كتاب قبطي قديم يُستخدَم في السحر، احتفظ نيافته بالمجلدين، ولم أكن أتوجس خيفةً منه؛ لأنه كان راهباً أميناً بالحق. ثم جاءت زوابع 80 – 81 وسافرت إلى لبنان، ومنها إلى انجلترا -وكان نيافته مايزال حياً- ومعي الترجمات العربية فقط التي نُشِر أغلبها. أعتقد أنني من الشجاعة بحيث أقول هذا الكلام، وأي ادعاء غير ذلك هو محض خيال وبطلان.

الأب فليمون المقاري

كان أعظم من عرفت من رهبان الإسقيط، تصنَّع العبط والجهل لكي يهرب من اهتمام الناس به بعد أن شُفِيَ من البواسير بمعجزة للـ 49 شهيداً. وعند حضور مجموعة وادي الريان بقيادة العظيم القمص متى المسكين إلى دير القديس أنبا مقار، انزوى بعيداً عن الأنظار ولازم قلايته. لديَّ ثلاثة مجلدات تشتمل على حوارات معه عن أمور خاصة بالطقس والعقيدة والكتاب المقدس. كان يحفظ العهد الجديد كله، ويحفظ رسائل القديس بولس، فكيف صدَّق الرهبان أنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة؟

أقول لقد نجح هذا الرجل العظيم في تصنُّع العبط والجهل حتى صدَّق البعض أنه هكذا.

مرفق قصاصة ورق بخط يده لم تنشر من قبل.

البابا كيرلس السادس

عشت معه ثلاث سنوات، أيام كان القمص مينا المتوحِّد، وكأن أب اعترافي حتى يوم إعلان رسامته بطريركاً، وهو الذي قال لي بعد ذلك أنه لن يسمع اعترافات بعد، وأن عليَّ أن أتوجَّه إلى القمص ميخائيل إبراهيم، وقال لي: “ده أحسن مني”.

كتبت ما سمعت، ومن يعترض، عليه أن يتذكر متى ولِدَ وأين عاش، وما إذا كان قد تقابل مع قداسته. أمَّا عن التعليم، فهو صاحب عبارة مشهورة سمعناها منه: “من كثرة المواعظ قلت المواعظ”. كان التعليم عنده بالمثال، وربما لازال الشهود على هذه الحادثة أحياء، فقد جاء المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف في يوم أحد ليخدم مع البابا كيرلس، وكنت أخدم معه شماساً، فقال قداسته للأنبا أثناسيوس: “يا ابني قل لنا كلمة تعليم”. وألقى الأنبا أثناسيوس عظة نارية عن التوبة، وبعد العظة قال له قداسة البابا عندما دخل إلى الهيكل: “يا ابني مين قال لك إن دول خطاه. دول فيهم ناس أحسن مني ومنك. وهو اللي عاوز يوعظ موش يقول البشارة، ولَّا يخوِّف الناس؟” وبُهِت المطران وصمت.

كان يتكلم على قدر احتمال كل شخص، والكلام الكثير كان يعني عنده انعدام نعمة الإفراز، أي نعمة الروح القدس، وهو كان يعرف خفايا قلوب من كان يتقابل معه. فعندما كان ضابط مباحث أمن الدولة منصور حلمي، والذي كان يعرفه كل من كان لهم نشاط كنسي، يزور قداسة البابا، كان قداسته يقول له: “أنت جاي عشان كذا وكذا، عن فلان وعن فلان”، فكان الضابط يخاف، وقد ينكر هذا إذا كان ما يزال على قيد الحياة.

الذين عاشوا معه عرفوه، والذين طلبوا إرشاده كشف لهم طريق الحياة، أمَّا ثرثرة الذين لم يعرفوه كمطران دمياط -الذي لم يكن قد حصل على الثانوية العامة وقت أن كان البابا كيرلس بطريركاً- والذي اعتراض على قرار المجمع المقدس بإعلان قداسته بقالة إنه كان يمارس السحر، فليست إلَّا ترديداً لكذبة كانت تقال عن القمص مينا المتوحد الذي كان ينسخ بيده أقوال مار اسحق السرياني ويعطيها للبعض للمنفعة.

أعود فأُذكِّر القارئ الكريم بكلمات الحكمة التي كثيراً ما كان يرددها البابا كيرلس السادس:

“اسمع – فكر، ثم تكلم. ولا تنقل كلاماً لست أنت شاهداً عليه؛ لأن ذلك نقلٌ للشائعات، وهو عمل الشيطان”.

غفر الله لنا جميعاً

دكتور

جورج حبيب بباوي

مارس 2014


التعليقات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة