إفرامية الأزل والزمان – للفاهمين فقط

-1-

يا صديقي، يا من تدَّعي الحكمة

لا توجد عطايا شركة، زمانية

البنوةُ لا تبلى بالموت،

ولا القيامةُ تنتهي عند زمان

لقد ألغى تجسُّدُ الأزلي بدءَ الزمان،

وصار هو البداءةَ البكر

نقل كل ما هو زماني إلى كيانه الأزلي؛

فدخل الترابيون الأزل

بالبدءِ، وفي رأس الخلقة الجديدة،

فصاروا إخوةً “للبكر”

وظلُّوا بشراً

فالآب لم يخلق لكي يدمِّر

والابن لم يفدِ إلَّا البشر

والروح يسكن فينا لكي نصير هيكل الله،

لا هيكل مواهب وعطايا

-2-

لم يَعُد لنا نهايةٌ، فليس للابن نهاية

حَمَلَنا فيه إلى السماء

أجلسنا على عرش إلوهيته

وصارت النهاية حسب الزمان،

هي غاية المحبة الإلهية؛

ليكون “الكل واحداً كما أننا واحد”.

-3-

يا حكيم، يا مَن تمسك بمسطرةٍ وقلم

اللهُ لا يقاسُ بالكلمات،

ولا اللاهوتُ يؤخذُ من لغةٍ،

وإلَّا وَجَبَ علينا أن نتكلم الآرامية

المسيحُ هو البدءُ الجديد

هو الغايةُ الجديدة

هو حريةُ أبناءِ الله من طغيان الزمان

-4-

أنت لا تبكِ على الروح القدس،

بل تدنِّسُ الروحَ بكلامك

تحوِّل الأقنومَ إلى مواهبٍ،

طاقاتٍ غير الله الأزلي

وضعتَ الخلقةَ الجديدة

في إطار زمانٍ خلقتَهُ

ولكن الزمانَ انتهى،

فقد جاء ملءُ اللاهوت

وملأ الكلَّ بحياةٍ لا تعرفَ الموتَ.

-5-

كيف نحيا إلى الأبد؟

أبعيدٌ عن الله،

خارج الله،

أم في الحياة الإلهية؟

لم تقبلْ تجسُّدَ الابن

وفصلتَ اللاهوت عن الناسوت

وتزعَّمت تعليم نسطور

وفصلتَ الأقنومَ عن المواهب

وفصلتَ الرأسَ عن جسدهِ

وحوَّلتَ الحياةَ الأبديةَ إلى حياةٍ مخلوقة،

تنمو وتحيا بقدرات مخلوقة.

لماذا يا حكيم،

تمسكُ بسكين الفصل؟

-6-

أنت تلعبُ بالكلامِ

تحبُ الألفاظَ

البشارةُ ليست كلاماً،

بل هي يسوع

ولم يكن يسوعُ كتاباً

تحوَّل بالموت القابع فيكَ

إلى فكرةٍ، وإلى ثمنٍ

يُدفَعُ للآب

تفرضُ فكرَكَ على الثالوث

تزعُمُ أن عملَ الثالوثِ طاقاتٍ

لا تزال تدافعُ عن تطرف أريوس

ونسطور وأوطاخي

هل تدري أم لا تدري؟

-7-

كيف تتصوَّر أننا

بحلول الروح القدس، نصبح آلهةً؟!!!

ألم يحلَّ ملءُ اللاهوت في جسد المحبوب؟

ألم يَصِر الكلمةُ جسداً؟

فهل تحوَّل جسده إلى لاهوت،

أم أنه تمجَّد بمجد الإلوهة؟

فصار يعطي الحياةَ لمن يتَّحد به في السر المجيد.

-8-

مع الألفاظ والحروف والكلمات،

سوف تنتهي

إلى حيث يُحرقُ الورقُ

الآن أو في اليوم الأخير

***

يا روح الله أيقِظ ضمائرَ ميِّتَةٍ

قتلها السلطانُ وعُكازُ الأسقفيةِ

***

يا أنبا ابرام محبُ الفقراء

لم يكن لديك مالٌ لدفنِكَ،

ولكن الآن

لم تعد المرسيدس تكفي سلاطين الزمان

***

نحن فراعنةٌ، وعُبَّادُ أوثان

نغذِّي هؤلاء بالطاعة والمال

فيتألهون،

لا بنعمة الثالوث،

بل

بسلطانِ الشيطان

دكتور
جورج حبيب بباوي

25 يونيو 2014

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة