نعمة البنوة

TH_FrontPage_Sعندما سقط الإنسان الأول، جَرَفَه الشَّرُّ إلى أمورٍ غير حقيقية، أي ليست من الله ولا تنتمي إلى الخليقة التي خلقها الله. فقد تصوَّر الإنسان أنه قادرٌ على أن يكون مِثل الله بقدراته وليس بالنعمة، وبإرادته المنفردة وليس بالشركة، وهي اتفاق المحبة بين الله، الذي من عِظَمِ صلاحه لم يضِن بالوجود على أحدٍ، بل أتى بالكل من العدم، وقَسَمَ لكل كائنٍ مقداراً من العطايا، فوهبَ للحيوانات والنباتات أن تُخلق على النحو الذي يجعل الإنسان سيداً عليها، وربَّاً نال سلطان التسلط عليها. أمَّا الإنسان الذي خُلِقَ على صورة الله ومثاله، فإنه كان يرى ذاته في الله، ويدركها من خلال الشركة مع الخالق، لكنه عندما لم يستحسن أن يبقى كما خلقه الله، وتعدَّى حدود طبيعته؛ سقطَ وطُرِدَ من الفردوس، وصار الموتُ ينشئُ فيه أهواءَ كثيرةً تجعله يتشبَّثُ بالبقاء وبالحياة الباطلة التي اخترعها لنفسه.

تنزيل الملف

The_Grace_of_Filiation.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة