عواصف الأصولية القبطية … متى يهل علينا فجر التنوير؟ – 2

FrontPage_Sمهما حشدنا من شرح أو دفاع عن تجسد ابن الله، فالذي غاب من الشرح والدفاع هو الموضوع الأصلي: الإنسان. لقد حقق التجسد رسالته الأبدية التي نتحاور معها منذ أن سمعنا الإنجيل، أي البشارة، وهي بشارة اللحم والدم، ولم تكن هذه البشارة بشارةً بالكلام أو بالخطاب فقط. كان الكلام أو الخطاب متجسداً في شخص، ولم يتجسد في نظام، ولا في منظومة عقائدية. هذه قد تكون إحدى طرق الدفاع العقلي عن تجسد ابن الله، وهي مطلوبة في مواجهة التحدي العقلي الوافد مع الثقافة، والذي تدفعه العادات الاجتماعية والمُثُل التي نتمسك بها، غير أن هذا الدفاع رغم أهميته، إلا أنه يفشل عادةً في استعلان عزة وكرامة الإنسان الذي لأجله جاء الابن وتجسد؛ لأن الدفاع يكون عندئذٍ عن التجسد، وفي غمرة وسخونة الدفاع، ننسى أن التجسد يهدف إلى الإنسان نفسه.

تنزيل الملف

Storms_of_Coptic_Fundamentalism-2.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة