من المنيا والعامرية إلى العريش، أين سيقف دمار الدولة المصرية؟

          ليست هذه قضية الأقباط وحدهم، وتركيز الإعلام على الأقباط هو بمثابة وقوع في ذات فخ داعش. فالأقباط سُلَّمٌ داعش للوصول إلى السلطة وحكم مصر، وإقامة إمارة أو عدة إمارات. ومَن لا يرى هذا الهدف، لم يسمع ولم يرَ ما حدث في العراق وسوريا، وما يحدث الآن في ليبيا.

والإسلام هو أحد درجات السُّلَّم الصاعد إلى السلطة، وهو لا شأن له فيما حدث ويحدث في البلاد العربية التي أشرنا إليها.

إسقاط الدولة المصرية لحساب من؟

أولاً: لحساب إسرائيل. وثانياً: لحساب الغباء العربي الذي أراد حصار مصر بسد النهضة، كأن قوة مصر تشكل تهديد للعرب.

     ويبرز على مستوى العالم ثلاثة زعماء: عبد الفتاح السيسي، وهولاند، وأخيراً ترامب. ولكننا لم نسمع من القيادات الدينية إلا الصمت. ليست القضية هي تكفير داعش أو عدم تكفيرها؛ لأن هذا بالذات، هو بمثابة عودة إلى لعبة ومربع الدين، ولكن القضية هي البشر والحياة الإنسانية، ومستقبل الأوطان والحياة الآتية، وليست الحياة الماضية القابعة بين ملفات التراث الذي أبدع أفضل ما لديه في ذلك الزمان، والذي علينا أن نقدم أفضل ما نجود به في زماننا، وهو ليس حرق وقطع الرؤوس وتدمير المباني وترويع البشر وخطف مراكز التعليم لكي تسير على خطٍ ونهجٍ واحد:        الاستيلاء على السلطة بالقوة، وذبح المعارضة، وإن تعذَّر ذلك، فذبحُ مَن يختلف. وأسهل من يراه الإرهاب من المعارضين، هو من يختلف دينياً عن دين المعارضة.

أكاد لا أصدق أن الأغلبية الساحقة التي تحمل الوطنية المصرية في قلبها، تظل صامتة وتجمع المال والدواء والمسكن لجروح النازحين، ولا تجمع قوتها في ردٍّ وطني، ربما لغياب قيادة موحَّدة، وربما لأن العبء كله وُضِع على كتف الرئيس. ولكن كما كنا نغني في أيام رئيس مصر جمال عبد الناصر: دقت ساعة العمل الثوري لكفاح الأحرار.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة