التمايز في شرح العقيدة المسيحية (3)

قلنا في المقالات السابقة إن لاهوت الغرب في العصر الوسيط شرَح فداء المسيح متأثراً بالفكر السياسي و القانوني السائد. فقال بأن المسيح دفع الثمن و إحتمل العقوبة ومات عن الخطاة وأرضَى مطالب العدل الإلهي. و طبعاً إنَ تَوافق العقيدة والإيمان مع مصطلحات القانون الأرضي تَخلق سهولة ووضوحاً يقبله البسطاء وعامة الناس. يقول ق بولس في رومية ١٢:٥ ”مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ“. فنجد أن خطية آدم نتج عنها دخول الموت الروحي إلى طبيعة الإنسان (وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ). لم يكن موت آدم هو إنفصال النفس عن الجسد، وإنما إنفصال الروح القدس عن النفس (بالخطية) هو الذي جلب الموت علي النفس (ق. إيسيذوروس البيلوسي معلم ق. كيرلس الإسكندري). و بوراثة موت آدم تفسد طبيعة نسله فيفعل الخطية وهكذا مات الجميع (اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ). و ق. بولس يصرخ بإسم الإنسانية بسبب مصيبة الموت / الفساد التي أمسكت بطبيعتنا ”وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟“(رو٢٤:٧).

تنزيل الملف

Differentiation_in_explaining_the_Creed_03.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة