لا يؤمن الهراطقة القدامى – مثل أريوس ومقدونيوس الذي وُصِفَ باسم “عدو الروح القدس” – بسكنى الروح القدس في المؤمنين، ولا حتى بعمله في الخليقة. ولو كان لهؤلاء الهراطقة إيمان أرثوذكسي؛ لأدركوا – من انسكاب نعمة الروح القدس على المؤمنين – أن الذي يعطي روح الآب، إنما يملك القدرة والجود والصلاح الإلهي للآب، وهو ما يجعل عطية الروح القدس عطية إلهية لا يملك أن يعطيها مخلوقٌ من العدم مثل الأنبياء وقديسي العهد القديم، بل الذي يعطي الروح القدس هو المسيح ابن الله الآب المساوي للآب في الجوهر، وفي كل الصفات والقدرات الإلهية.