ولاحظ أيها القارئ الأرثوذكسي غرابة هذا التعليم ليس فقط، لأن لا أصل له في الوحي المقدس وكتابات الآباء والممارسة الليتورجية، بل لأنه ضدها على خط مستقيم. وتأمل لماذا تُعطى مسحة الروح القدس بعد المعمودية برشم 36 صليباً، أليس لأن الصليب هو ختم الثالوث؟ أليس لأن هذا الرشم يعود الى كلمات الرب يسوع المسيح نفسه عن الصبغة التي سوف يصطبغ بها؛ أي الموت على الصليب المحيي (مت 20 : 22، مر 10 : 38). وهكذا تأت الممارسة الكنسية لكي تؤكد ليس فقط وحدة عمل الثالوث القدوس، بل أيضاً شركة الثالوث في الخلاص، وفي الفداء والكفارة، وهو ما تُعلنه كلمات التقوى الأرثوذكسية وهي تخاطب الرب يسوع: “لأنك بإرادتك وحدك ومسرة أبيك والروح القدس أتيت وخلصتنا“.