الجلوس في القلاية لا يعطيك الإفراز، إلَّا إذا لَازَمَه تفتيشُ النية الداخلية. وأيضاً، الصمتُ باللسان أو بالقلب لا يقدِّمك إلى الله إذا صار غايةً. بالإفراز نعلم أن كلَّ ما تقوم به النفس هو عملٌ يساعدها على الهدوء والبقاء في حضرة الله، ولكنه لا يقدِّم النفسَ إلى الله، إنما الذي يقدِّم الله إلينا هو تواضعه الفائق ورحمته غير المحدودة التي شملت الصديقين والخطاة. فتأمَّل كيف أنه رَحَم الصديقين والخطاة، وأعطى فَعَلَة الساعة الحادية عشر ذات الأجرة التي أخذها الذين بدأوا في أول النهار، وهذه الأجرة ليست سوى الملكوت الذي يشاء أن يعطيه للذين تابوا من الزناة والقتلة والمجدِّفين.