أما آدم فقد أدرك أنه إذا طلب معرفة الشر استطاع أن يتفوق، وأن يرى كما قال أوغسطينوس “الجانب المضاد للخير”، وهو حب الاستطلاع والفضول الذي له أصل في كيان الإنسان، أي صورة الله ومثاله التي كان يجب أن تدفعه إلى الممارسة والاختبار قبل الخيال والتصور وإدراك حقيقة وجود الكائنات، بل حقيقة وجوده هو كإنسان بأنها تعود إلى إله الخير الذي لا شَرَّ فيه، وهو ما أسهب في شرحه القديس أثناسيوس (الفصل الثاني في الرد على الوثنيين ص 6-9). واستخدام كلمة “الجنة” كاسم رمزي (2: 4 ص 9)، يؤكد أن ما حدث كان أكبر من أن يعبِّر عنه سفر التكوين بدون رموز.