السر: في خبرة الكنيسة والتقليد الأرثوذكسيَيْن، هو أولاً وقبل أي أمر آخر يعتبر كشفا للطبيعة الحقيقية للخليقة، التي تبقى على سقوطها وعلى وجودها في “هذا العالم”، عالم الله المتطلع إلى الخلاص والفداء وإلى تجلي سماءً جديدة وأرضًا جديدة. وبتعبير آخر أن “السر” بحسب الخبرة الأرثوذكسية يكشف الطابع الأسراري للخليقة؛ لأن العالم إنما خُلق وأُعطي للإنسان لتتحول حياة الخليقة إلى مشاركة في الحياة الإلهية. فإذا كان يمكن أن يتحول الماء إلى غسيل للولادة الجديدة في المعمودية، وإذا كان بعض من أكلنا على الأرض كالخبز والعنب يمكن أن يتحول إلى جسد المسيح ودمه، وإذا كانت مسحة الروح القدس تُمنح بالزيت. أي باختصار إذا كان بمقدورنا التعاطي وكل الأشياء التي في العالم وتقبُلها كهبة من الله وكمشاركة في الحياة الجديدة، فذلك يعود إلى أن القصد من خلق الكون إنما هو إتمام القصد الإلهي “كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ” (1كو 28:15).
تعليق واحد
سلام يسوع المسيح معكم يا أحبائى أولاد العظيم العلَّامة القديس أبانا جورج بباوى … إخرستوس آنيستى