
من له مآخذ على أي إنسان، ليس عليه أن يملأ الدنيا صياحاً وضجيجاً، بل عليه أن يكتب ما تعلمه من التسليم الكنسي، لا رأيه الخاص. وهنا ننبه إلى إن ما رسب في فكر الأنبا بيشوي بالذات، لا علاقة له بالأرثوذكسية من قريب أو بعيد. وقد دعانا واجب الأمانة للتسليم الكنسي، نحوه ونحو غيره ممن ينقلون عنه بغير وعي، أن نصدر دراستنا عن الخطية الأصلية، وعن أقنومية الروح القدس، وكنا بصدد الرد على مقالته الأخيرة ما بين الحلول الأقنومي والاتحاد الأقنومي([1])، ولكننا أجَّلنا النشر استجابةً لنداء قداسة البابا تواضروس حتى تهدأ النفوس، فنحن أول من نرحب بصوت العقل وعدم سكب المزيد من الوقود على نار البغضة والعداوة التي أشعلها الأنبا بيشوي، وما يزال.
إن ما ينشره هؤلاء، من العمومية بحيث يكشف عورة سطحية الكاتب وسذاجته، بشكل يبدون معه وكأنهم مرضى لا يمكن لهم أن يعيشوا إلا إذا وجدوا عدواً يحاربونه، ويخلقون أسباب العراك والحرب، حتى إذا لم تكن موجودة.
ننبه أخيراً إلى أنه ليس من اللائق أن يصبح الاتهام دليلاً؛ لأن هذا هو أسلوب الفاشية والنازية والشيوعية، وهو ما أفرزته الثقافة الداعشية المعاصرة، وهو ضد كل ما تؤمن به المسيحية.
([1]) ننبه إلى أن تلك المقالة أفسدت الحوار الأرثوذكسي الذي امتد عبر 50 عاماً، وجعلت الاتهامات القديمة التي ناضل من أجل إزالتها جيلٌ من الشرفاء، تعود إلى الظهور من جديد بأننا كنيسة أوطاخية.