
لكن الحياة الروحية -رغم المدد الذي جاء به كتاب حياة الصلاة- كانت جافةً، وذلك لأن الاحساس اللاهوتي الذي منه أخذت الحياة الرهبانية هذا الزخم كان غير موثَّقٍ وغير مدروس إلا في دراسات شخصية، وكان لكل شخص المنهج الخاص به، لذلك انقسمت حركة الرهبان الجامعيين، وإن لم تخرج إلى العلن أية خلافات عقائدية. وهكذا لم يستطع الأب متى المسكين أن يحفظ الشكل البدائي النسكي، ولذلك اضطُّر إلى مغادرة دير السريان إلى صحراء القلمون، وخرج معه الرهبان الذين كانوا على قناعةٍ بالعودة إلى الحياة الرهبانية الإسقيطية.