خطاب مفتوح الى الحبر الجليل نيافة الأنبا باخوميوس قائم مقام بابا الإسكندرية

الحبر الجيل نيافة الأنبا باخوميوس

المسيح قام، حقاً قام

هذا هو رجاء كل مسيحي في هذه الحياة الحاضرة والآتية أيضاً؛ لأن لنا رجاء واحد في الرب الواحد.

أعتذر قبل أي شيء آخر عما سوف تقرأه في هذه السطور، ولكن هكذا كانت تسير الأمور، وهكذا أيضاً يجب أن نقف صفاً واحداً مع الحق، ومع شهادة يسوع المسيح “الإله الحق” كما نعترف به في قانون الإيمان.

كنت قد طلبت في خطاب لنيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ أن لا يتقدم للترشح لشغل مكان الراحل الكريم الأنبا شنودة الثالث، وذكرت في خطابي الأسباب التي دعتني لمطالبته بعدم الترشح، وها أنا هنا أضع هذه الأسباب تحت بصر نيافتكم وأعضاء المجمع المقدس، طالباً من نيافتكم أن تبذلوا جهدكم لسحب أوراق ترشحه لهذا المنصب:

أولاً:

قام الأنبا بيشوي بعمل مونتاج لشرائط بعض محاضرات الكلية الاكليريكية التي كنت ألقيها بطنطا، وحرَّف ما قلته فيها، وأخرج نصوصاً جديدةً لم ترد على لساني في سياقها الطبيعي، الأمر الذي اعتقد معه البعض أن ما ورد بهذه الشرائط صحيح، وهو أبعد ما يكون عن الصحة. وهو بذلك يكون قد ارتكب تزويراً فاضحاً يكفي لتقديمه لمحكمة الجنايات. وغنيٌ عن البيان أن من يرتكب هذا الفعل لا يجب أن يجلس في مكان الأسقف، فما بال نيافتكم بكرسي الإسكندرية؟ علماً بأن الأمر لم يقتصر على شخصي، بل قام بذات الفعل (التزوير) مع نيافة الأنبا متياس أسقف المحلة الكبرى. ورغم أنني طالبت أكثر من مرة طوال 25 سنة بالتحقيق في هذا الموضوع، وعرض الشرائط على خبير في التسجيلات الصوتية بإشراف قاضِ قبطي إلاَّ أن الطلب لم يجد آذاناً صاغية، وأعتقد أن نيافتكم لا يغيب عنه سبب ذلك.

ثانياً:

إنني التمس منكم – وأنا أعرف عنكم الغيرة والإيمان – أن تقنع الأنبا بيشوي بسحب طلب الترشح والتنازل عن دخول الانتخابات للأسباب التي أوردتها. أمَّا إذا أصر على موقفه، خصوصاً وهو لم يعتذر عما فعله طوال سنوات طويلة، ظَلَمَ فيها الكثيرين من أصحاب الحق … فإنني مضطر لتقديم شكوى للنائب العام.

أنا مسيحي، ولا أقبل أن أجد حقي لدى القضاء المصري، ولكن عندما تتعذر حتى الشكوى، فإنني مضطر كما سبق واضطررت للجوء إلى منصة القضاء المصري طعناً على قرار المجمع المقدس بعزلي من الكنيسة القبطية، أقول إنني مضطر للجوء إلى ذات المنصة التي أنصفتني وانصفت الكثيرين، عندما عزَّ الحصول على الحق في دارٍ من المفترض فيها أنها تعرف الحق المتجسد ربنا يسوع، وأن تعطيه لأصحابه دون أن يضطر أحدهم للجوء إلى تلمُّس هذا الحق خارج الكنيسة. لذلك، فأنا لا زلت أرجو أن يكون في الكنيسة الشاهدة للحق، مَن يعطي كل ذي حق حقه.

لذلك أكتب لكم هذا الخطاب المفتوح – وأنا اعتذر عن ذلك – فقد قيل لي أكثر من مرة إن بعض الخطابات لم تصل الى الأنبا شنودة الثالث؛ ولذلك، وحرصاً على أن لا أضطر للجوء إلى تقديم بلاغ إلى النائب العام ضد هذا الإنسان، لأنني – كمسيحي لا أقبل أن يمسه سوء أو شر رغم ما فعله وهو يعرفه حق المعرفة – فها أنا ألجأ إليكم وأشهدكم عليه.

فإذا نجحت نيافتكم ومعكم الشرفاء من اساقفتنا في إبعاد الأنبا بيشوي، الذي لم يحترم لائحة المجمع المقدس وظل يشغل سكرتارية المجمع المقدس طوال 25 عاماً، فسوف يعم الخير وسوف يذكر التاريخ لكم هذه المأثرة، لأن هذا النوع من البشر لا يجوز له أن يتقدم لينال مسئولية أكبر.

إنني اثق في محبتكم للحق وفي الشهادة الحسنة، ولأنني أعرف ذلك عنكم كتبت هذه السطور بكل ألم؛ لأنني أعرف أنني أضعك في موقف لا أرضاه لنفسي، ولكن الضرورة وشدة وقع ترشح الأنبا بيشوي للانتخابات عليَّ وعلى غيري من الذين مسهم ظلم صارخ منه وبسببه، هذه الضرورة تفرض عليَّ الانتباه والتنبيه إلى مصلحة الكنيسة.

فإذا ما حُذِفَ اسم الأنبا بيشوي من قائمة المرشحين، فسوف اعتبر أن هذا هو ختام هذه الواقعة السمجة الشريرة معاً.

وأنا أرجو أن تعتبر هذا الخطاب – بما ورد فيه من أسباب – طعناً مني على ترشح الأنبا بيشوي لمنصب بطريرك الكنيسة القبطية.

تقبل محبتي واحترامي لشخصكم الكريم، مع طلب بركة صلواتكم.

ابنكم

د. جورج حبيب بباوي

التعليقات

37 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة