إفرامية الصوم الكبير

-1-

كلُّ صومٍ هو كبير

ما دام عيدُ تحرير

من أهواءٍ وشهوات

تحوِّل الرغبات

الى سيادة الشهوات

***

صومُ الفم

لذةُ الطعم

في القلب

تنام

صنارةٌ وطُعم

***

صام قلبي عن ذِكر غيرك

غاب كلُّ اسمٍ

إلَّا اسمكَ

صومٌ دهري

لا فِطرَ فيه

طعامٌ روحي

اسمُكَ

عليه صُلِبَ

قلبي

و

عقلي

اسمُكَ

هويتي

و

عمري

***

صومٌ عن الكلام

فهو لذة الوجود

برهانُ حياتنا

صراعٌ مع الموت

صام ارسانيوس

فعاش

في

سهر الليل

لا يرقُب الصباح

أغلقَ فمه

تحررَ قلبه

حديثٌ وحديث

يحوِّل بتولية الروح

إلى زنىً بالعظمة

في فراش الكبرياء

-2-

صُلبتُ معك بالصمت

حتى أغرى صمتي الجهلاء

كتبوا أناشيد الحرب

سَنُّوا سكاكين البُغضة

صدَّهم صوم القلب

عن البغضة

فهي بغاء

وغباء

***

يعاشرون الشياطين

يتعلمون الكذب

القتل وجلد الأبرياء

بسياط اللسان

زنوا مع البعل

تركوا إله العهد

المصلوب لأجل الخطاة

فَضَحَ الصليب

الشيطانَ

لما قابل المصلوبُ

البغضةَ بالمحبة

-3-

أصوم بيسوع

فكل ما في كياني

من جَمَال

من حياة

هو بيسوع

ومن يسوع

بالصومِ، أقْبلهَ

بالصوم

أحياهُ

بالصوم

نسلكُ معاً

درب الحياة

***

في بريةِ العمرِ

أدخلُ

أطلبُ طعامَ الخُلدِ

على مائدة الاسم

الواهب الحياة

الوسيط

الرأس

يجمع كياني المشتت

كراعٍ صالحٍ

ويشعلُ نارَ العشقِ

فلا أرى مجدَ العالم

أجدُ العزاء الأبدي

والفرح السماوي

فتصبح مواعيد الله

لحني، بل عظامي

***

يسوعُ يا صمتي

يا كلامي

يا طعامي

يا صومي

قداسُ الأبد

وعلى مذبح الصليب،

عليه وحده

أنت حقاً الحبيب

***

معموديتُكَ

معموديتي

نهرٌ فياض

لا ينضَب

تجرف المياه

بالروح المحيي

ضعفاً وجهلاً

وفسادَ طبعٍ

***

مِسحتُكَ

مِسحتي

هي قوة صومك

وصومي

***

كأسُ الحياة

الذي لمس شفتيك

من ذات الشفتين

نسمع ذات المحبة

خذوا اشربوا

هذا دمي

وذات الجسد

يأتي إلينا حياً

مُحيِّياً بالروح القدس

لكي نتحد كجسدٍ واحد

-4-

الصومُ وحدانية الجسد

الفكرُ يُعدد الجسد

يتكاثر في بحر الصور

يفقد خصوصيته

حتى يتحد بالجسد الحقيقي

الذي لا يتكاثر

بل جعلَ الوحدانية

في المحبة

***

أصوم عن طعام الدهر

فطعامُ السماء يبقى

خلوداً وقيامةً

وطعامُ الأرض

للقبر يعود

فناء الجسد

فقدان صورته

***

أصومُ عن كلِّ لحنٍ سمعته

عن أناشيد وتراتيلَ باطلةٍ

اختراعُ الجهلِ

فقدانُ الإيمان

بوحدتنا

بسرِّ يسوعَ

وسكناه فينا

إن لم يسكن يسوعُ

فينا ونحن فيه،

فالخلاص ليس أبدياً

هو شعوذةُ شياطين المنابر

جعلوا يسوع فكرةً

ورأياً وكلاماً

ولم يَعُد ربُّ الحياة

***

يرتِّلون لعظمة محبتك

دون أن يشربوا كأسها

أناشيدُ الانفصالِ ملأت

الآذان

سدَّت فهم من سمعها

يسوعُ في السماءِ

وعلى الأرض

في قلوبِ البشرِ

لا يحلُّ ضيفاً ويرحل

بل يسكبُ حياةً

لنحيا

***

رتِّل للوحدة معه

فالترتيلُ صومٌ عن زيف الحياة

خُذُهُ عند المائدة

فأخذه أسهلُ من عظةٍ

لا تصدِّق مَن يصنع الموانع

هو خادمٌ للموت

لا قيد ولا شرط على المحبة

الله محبة

والقيدُ من صنع البشر

اِقطع القيودَ

بالصومِ عن رأي البشر

يسوعُ وحده يكفي

هو

صومُنا الحقيقي

د. جورج حبيب بباوي

فبراير 2014

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة