“إن كان أحدٌ لا يُولَد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله” (يو 3: 3)

إن ربنا يسوع المسيح إذ اهتم بخلاص البشر، استخدم منذ البداية كل تدبير عنايته بواسطة الآباء، والبطاركة والناموس والأنبياء، وفي النهاية جاء هو بنفسه واستهان بعار الصليب واحتمل الموت. وكان كل جهده وتعبه هذا وعنايته إنما من أجل أن يَلِدَ من ذاته، ومن طبيعته أولادًا بالروح، إذ سُرَّ بأنهم يجب أن يولدوا من الروح من فوق، أي من نفس لاهوته. وكما أن أولئك الآباء الذين لا يلدون أولاداً فإنهم يحزنون، كذلك فإن الرب الذي أحب جنس البشر لأنهم صورته، أراد أن يلدهم من زرع لاهوته الخاص، هكذا فإن أيَّ واحدٍ منهم لا يأتي إلى هذه الولادة لكي يُولَد من بطن روح اللاهوت، فإن حزن المسيح يكون عظيمًا بعد كل الآلام التي عاناها لأجلهم واحتملها كثيرًا لكي يخلِّصهم. لأن الرب يريد أن ينال كل الناس امتياز هذه الولادة. فهو مات لأجل الكل ودعا الكل إلى الحياة. ولكن الحياة هي الولادة من فوق من الله وبدون هذه الولادة لا تستطيع النفس أن تحيا. كما يقول الرب “إن كان أحد لا يُولَد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله” (يو 3: 3).[القديس مقاريوس الكبير؛ العظة 30: 2، 3 ترجمة الدكتور نصحي عبد الشهيد].

في مناسبة عيد الظهور الإلهي يسر أسرة موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية أن تهنئكم بهذا العيد، راجين لكم دوام الحياة في روح الله القدوس، وأن يحفظ بلادنا وكنيستنا أُم الشهداء دائمًا في اسمه القدوس.

أسرة موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة