بيتُ لحمٍ، مسقطُ رأسِ البشريةِ المفتداةِ

بيتُ لحمٍ، مسقطُ رأسِ البشريةِ المفتداةِ([1])

-1-

تاهت كلماتُنا في بحر أفكار البشر

الحقُ والمحبةُ، بالتجسُّد ظهر

-2-

اتحد اللاهوت بلحمنا وعظامنا

ثبَّت الاتحادُ مصيرنا

-3-

قبل تجسدك، كانت الشريعةُ الوسيط

سكَنَتْ فينا خلجات الموتِ، نحن الرقيق

-4-

جئتَ تحل القيود وتُطلق سراح العبيد

وُلِدَتَ في بيت لحمٍ، فصارت ميلادنا الجديد

-5-

وُلِدَتَ، ليس من اللحم والدم وحدهما،

بل وحَّدت الروح القدس بهما

-6-

صِرتَ آدم الجديد، من الأرض ومن الآب

بك أسست ميلادنا، وفجرُ الحياةِ آب

-7-

لمَّا اتحدت بنا، أعلنتَ المحبةَ

كانت كلمةً على أفواهنا

حلماً يطوف قلوبنا

أخذت ما ليس لك

جسداً ونفساً

إنساننا

ذاك الذي في الترابِ مستعبدُ

بذُلِّ الفناءِ مكبلُ

أشعلت الترابَ بمجد الإلوهة

صار آدم الترابيُ فيك سمائياً

بك صار المائتُ حيّاً أبدياً

أنت صرت ما نحن: بشراً

صرت مثلنا عبداً وحراً

-8-

غَرستَ في جوهر الإلوهةِ جوهرنا

قبل مولدك كان يرحل من الرَحِمِ إلى القبرِ

تحت عناء الموت يزحفُ

بميلادك كَسرتَ سلاسل ذُلِّنا

طردت الموت مِنّا

هَرِبَت ظلمةُ القبرِ

تجلَّى اللحمُ والدمُ بعد ليل فقرٍ

طال فقرنا إلى الحياة

جئتَ بغنى اللاهوت

رفعتَ حياتنا

-9-

يا يسوعُ الكريم الحنان

نهرُ المحبة المتدفق

كلَّما هتف قلبٌ باسمكَ

تعيِّد السماء بمجد تجسُّدكَ

تهتف الملائكةُ بقدرةِ حبِّكَ

-10-

كلُ يومٍ هو عيدُكَ

يومَ يغطس طفلٌ في مياه جُرنكَ([2])

تمسحه أنت بميرون إلوهيتكَ

هيكلاً تُقدِّسه بحلولكَ

-11-

عند كلِ مذبحٍٍ

نراك في سِرِّكَ

يرفعنا ذاتُ روحِ بيت لحم

نرى خبزَ الحياةِ

كأسَ دمِكَ

تحمل إلينا نارَ حبِّكَ

لهيبُ عشقِكَ

بطبعٍٍ أخذته من مريم

ختمته باتحاد حبِّكَ

تعطي عند المذابح خبزَ الحياةِ

كأسَ الخلودِ

تختم بيتَ لحمٍ بالعطاء

بالجودِ

سِرُّ تواضعكَ

لهفةُ شوقِكَ

للاتحاد بنا

عندما صِرتَ طعاماً للمائتين

لَبِسَ المائتون مجدَ إلوهتك

حلَّ فينا بهاءُ مجدكَ

في حضن الآب استرحنا

لمَّا أخذتَنَا أنت في حضنكَ

-12-

سلامٌ لكِ يا بيت لحمٍ([3])

عَجنَتَ مريمَ البتول

بالروح الإلهي

خبزُ الآب السمائي

وُلِدَتَ يا يسوع

لنولَد نحن

مسقطُ رأسنا

بيتُ الخبز

فقد صِرتَ طعامنا

وكل مولودٍ يتغذَّى

ومن يأكل ثمار الأرض وحدها؛

يبقَ أرضياً

ومن يَذُق ثمار الاتحاد

يُجدَّد سمائياً

من فوقٍ يُولد

من فوقٍ يتغذَّى

إلى فوقٍ يرتفع

كان الموتُ سقفنا

يا يسوع

بك صارت الحياةُ بيتنا

=====================

صرخةُ المحبة([4])

أحببتك

عندما أشرق تواضُعِكَ

دُهشتُ لندائكَ

مَن الذي يجري في شوقٍ،

أأنت في شوق الإلوهية

تسرع بقدر سرعة محبتك،

أم

أنا بشوقٍ غرسته أنت

يُسرع نحوك؟

بشوقِ روحكَ الذي يصرخ:

يسوعُ ربٌ لمجد الله الآب

عشقُكَ الأزليُ

سَكَنَ في تراب كيانك

لمَّا وُلِدتُ

رسمتَ وجودي

بقائي

أيقونةُ حبك الكاملة

تنقل ملامح رسمِها

لكيانٍ هزيلٍ مائتٍ

حَدُه الجسد

والموت

حتى تنقل ملامحَ أيقونتكَ

أري فيها رسمي الجديد

مِن رسمك

ملامحُ لن تختلط

المحبةُ توحِّد

تحفظُ الفوارقَ

شوقُها الدائمُ

عبورَ الحدودِ

عبورَ المحبةِ

حرية الأقانيم

…………..

سلامٌ لك يا بيت لحمٍ مسقطُ رأسِ البشريةِ المفتداةِ.


([1]) عبارة مأثورة للأب القمص متى المسكين.


([2]) جرن المعمودية.

([3]) الأسم آرامي ويعني بيت الخبز.

([4]) إهداء إلى روح الأب متى المسكين

التعليقات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة