سر الشكر (الإفخارستيا) أو سر الشركة المقدسة

يقول نقولا كاباسيلاس في الأسرار: “هي بمثابة أبواب السماء التي بها يُدخِل المسيحُ المؤمن إلى ملكوته. إنها أبواب الفردوس، تلك التي أُقفِلت في وجه آدم وقد فتحها المسيحُ من جديد أمامنا لتكون لنا حياة” (شرح القداس الإلهي)

لما كانت أسرار الكنيسة السبعة الإلهية يتقبلها جميع المسيحيين بإرادتهم الشخصية، إشارة للتعبير الحسي لكل منهم عن قبوله الإيمان بالرب يسوع المسيح وكنيسته الواحدة الجامعة الحافظة الوديعة المقدسة المُسلَّمة إليها من الرسل القديسيين. فكل سر من الأسرار الكنسية شخصيٌّ، إذ أن الحضرة الإلهية تظهر للكنيسة المجتمعة بشكل حسِّي من خلال اقتبال مؤمن واحد لها. لذا فإن النصوص والطقسية التي تُستخدم في إتمام الأسرار، دائما تذكر اسم المؤمن، فعند العماد يقول الكاهن: “يُعمَّد عبدُ الله (فلان)”، وعند المسح بالميرون يقول الكاهن: “يُمسح عبدُ الله (فلان)”، وعند المناولة يقول الكاهن: يُناول عبد الله فلان)” وهكذا في باقي الأسرار المقدسة.

ولما كان من المهم إيضاح تعليم كنيستنا الأرثوذكسية عن كل سر من هذه الأسرار السبعة، التي هي الصورة الحسية التي بها ينال المؤمنون النعمة الإلهية، ليكون للبعض قبول وممارسة أي سر منها ليس قبولا وممارسة لطقوس وإتمام لشعائر كنسية، بدون إدراك للنتائج غير المنظورة التي ينالها كل ممارس لكل سر من هذه الأسرار من تنقية تبرير وتقديس ومغفرة للخطايا وزرع في جسد المسيح ونوال للروح القدس ومواهبه وتبني لله.

لذا بنعمة الرب يسوع المسيح، الذي أعطاني هذه الخدمة المقدسة لخدمة كنيستنا الأرثوذكسية، أضع هذه السلسلة للأسرار الإلهية السبعة بين أيدي أبنائها لبيان حقائق التعليم الأرثوذكسي لكل سر من الأسرار، التي جُمِعت من كتب أرثوذكسية مع إضافات لي توضح صحيح التعليم. ذلك أن الأسرار الكنسية السبعة كانت موضوع اختلافات متعددة بين الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة الجامعة وبين سواها من الكنائس.

أهدي هذه السلسلة لكل من عمل وعلَّم وكتب بتعب واجتهاد لإيضاح التعليم الحق للكنيسة الأرثوذكسية إن كان أكليروسيا أو علمانيا.

تنزيل الملف

Sacrament_of_Thanksgiving.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة