صلوات أرثوذكسية (تحت الطبع) 9

صلاة شكر

أيها الآب مُعطي الخليقةَ كلها الحياةَ والبقاء.

يا مَن في آخر الأيام سُررت أنتَ أن يأتي ابنُك الوحيد ويتجسَّد من العذراء القديسة مريم بغير افتراقٍ عنكَ، بل الكائنُ معكَ في كل حينٍ أتى إلى عالمنا، وسُرَّ بالإنسانِ وأحبَّه بهذا المقدار الذي يفوق الإدراك، نمجِّدُكَ على مجيء ابنك الوحيد بالجسد.

أيها البهيُّ المضيءُ بالحياة، يا مَن تجمع كلَّ الخليقةِ في كفِّ يدِكَ القوية، نشكُرُكَ لأنك أنت الذي أدخلتنا إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون.

اعطِنا قوة روحك القدوس في إنسانِنا الداخلي، لكي لا نشتاقُ إلى الشرور الأولى التي صنعناها بجهالةٍ، وإنما نشتاقُ إلى نعمتك، ونثقُ في محبتك.

أيها الصالحُ، إن أيام حياتي محسوبةٌ عندك، فلتكن كلُّ لحظٍة من عمري، وكلُّ أفكار قلبي ونيتي حسب إرادتك لكي كما عَبَرتُ ليلَ الشرور، اتمتَّعُ بنهار ملكوتك الأبدي الذي بلا مغيب.

يا والدة الإله أنتِ علامةٌ أكيدةٌ على اتضاع الابن الوحيد، لأن القدوس المرتفع يهوه اسمه جاء وسكن فيكِ، اطلبي الربَّ لكي ننال نعمة سُكناه فينا، لأننا عندما نتطلعُ إلى بهاء النعمة التي حُزتيها لا نُخزى، بل ننال قوةً وشجاعةً في الطِّلبة ونصرخ قائلين: يا أبانا السماوي الذي وَجَدَ مسرةً في البَشَرِ، هَب لنا أن نكون هيكلًا لابنك الوحيد بنعمة روحك القدوس، لكي نمجِّدكَ كلَّ حينٍ أيها الثالوث الواحد.

أيها الصالحُ وحده، القادرُ على كلِّ شيءٍ، أنتَ تعلمُ أنني بجهدي القليل وضعف إرادتي أرجو أن أكون في حضرتِك كلَّ حينٍ، فأعِن ضَعفَ إيماني، واعطِني أن أخدمك بكل قولٍ وفعل، وأن أجدَ سلامًا في خدمتك عندما أُعين اخوتي وأخدمهم من أجل محبتك التي جعلتكَ تأتي وتموت عنّا. ليكُن هذا اليوم وهذا النهار فرصةً جديدةً لخدمتك. يا مَن أشرقتَ نورَ الصباح، اشرِق فينا نورَكَ الإلهي العقلي الذي لا تراه العينين، لكي نستنير في إنساننا الداخلي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة