مناجاة التدبير

إلهي إلهي يا مَن صِرتَ إنسانًا لأجلي

سأصيرُ إنسانًا لأجلك.

لكي نلتقي في الإنسانية الواحدة التي فيك توحَّدَت.

يا مَن تنازلتَ لأجلي لكي بتنازلك ترفعني إلى مجدك

بالتواضع الفائق خلَّصتني من شِباك الموت

بالمحبة التي لا حدود لها رَسَمتَ ملامَح الأبدية

لكي بالمحبةِ أعبرُ حدودَ الموت والدينونة

نفسي تطلُبُكَ وجسدي عطشانٌ إليكَ

فقد شربتُ مِن كأس محبتكَ

اتَّحدتُ بجسدِكَ، فصار جسدي جسدك

وسَكَنَ روحُكَ في عظامي البالية

لكي يُجدِّدها لتكون مثل عظامك

أغلقتَ القبر ودُستَ على الفساد

قمتَ حيًّا لكي تنال المحبةُ حياةَ الخلود

جلستَ على عرش الآب لكي أجلسَ معك

حبةُ الحنطة إذا ماتت لا تبقى وحدها

أنت بالتجسُّدِ لا ترضى أن تكون وحدكَ،

وإلَّا لماذا أخذتَ جسدي؟

بالقيامةِ صار الاتحادُ بين اللاهوت والناسوت خالدًا

عَبَرَ أبوابَ الموتِ وهدمَ الهاوية

حطَّم الدينونة

إلهي إلهي يا مَن صرتَ إنسانًا لأجلي

لكي أصير ابن الآب فيك وعلى مثال بنوتك

دكتور جورج حبيب بباوي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة