هل تنقل الإفخارستيا كرونا؟

يبدو أن ما ذكرناه في مقالينا السابقين لم يكن كافيًا.
السِّرُ عطيةٌ من الله الآب، فهو “خبز الله النازل من فوق” حسب قول الرب في إنجيل يوحنا.
أما الطقوس فقد تطورت عبر السنوات، وربما حسب بحث الأب تافت Taft بدأ استخدام الملاعق من القرن الخامس وليس قبل ذلك.
ولعلنا نكون قد لاحظنا أن شكل الخبز ليس واحدًا عندنا وعند السريان وعند الروم. وكذلك أيضًا طريقة التقسيم مختلفة، ولذلك يلزم التمييز بين الطقوس الكنسية والسر الإلهي الذي يهبه الله.
الرب يسوع لم يستخدم ملعقة في العلية في أورشليم، وقول البعض بأن الرب سلَّم الآباء الرسل الأواني هو مغالاة تتجاهل التاريخ، لأن انتشار الكنيسة من فلسطين إلى دول البلقان، ثم إلى روسيا بعد ذلك، استمر عدة قرون وكانت ثقافة كل شعب هي التي تشكل الطقوس.
ما لدينا هو أن الرب يسوع هو الذي يقدِّس، وهو ما تؤكده طقوسنا بالذات في التوزيع. وقد وضع العالم الكبير القمص عبد المسيح المسعودي في طبعة الخولاجي التي صدرت 1902 وأُعيد طبعها بواسطة الدير المحرق، طقس غمس الجسد في الدم وتقديم الجسد والدم معًا.
وعندما يمسك الكاهن بالإسباديقون، ويضعه في الكأس، ويظل كذلك حتى ينتهي من تناول الكل (بعكس ما يحدث حاليًّا حيث يتناوله الكاهن أولًا)، فإنه يؤكد أن المسيح هو الذي يوزِّع.
ولكن يبقى السؤال: هل يمكن تغيير الطقس إذا كانت لدينا شبهات على أن الملعقة تنقل العدوى.
والجواب: نعم، لأن ما هو ثابتٌ طبيًّا يجب أن يُؤخذ بكل اهتمام.
يخبرنا تاريخ الكنيسة القبطية عن أن البابا يوأنس الـ 15 مات مسمومًا بعد أن وضع له أحد الأراخنة السم في أسيوط، لأن البابا أراد أن يمنع عادة التسري التي انتشرت بين القبط في ذلك الزمان.
أما طقس التناول السائد لدينا الآن، فهو من القرن الـ 15 بفضل البابا غبريال الخامس، وصار المرجع الأساسي بشأنه خولاجي القمص عبد المسيح المسعودي 1902.
يجب أن ننتبه إلى أن قوة السر هي في عطاء الرب، وليست في طقس الممارسة. وهبة الجسد والدم ليست في طقس تقديم جسد الرب ودمه، بل في إيمان الكنيسة بالسر.
منع البشر من التناول
– نحن نمنع الموعوظين من التناول حسب شهادة كل من كيرلس الأورشليمي وكيرلس السكندري، وذلك على أساس عدم تقديس الموعوظ بعد. فالمنع يعود إلى حالة الموعوظ الذي لم يقبل بعد الروح القدس. المنع هنا ليس طبيًّا بل لاهوتيًّا.
– كما نمنع الهراطقة الذين تم حرمانهم بعد محاكمة كنسية من التناول.
– فإذا كان منع البشر جائزًا عند توفر مبرراته، أفلا نمنع استخدام الملعقة بعد انتشار المعرفة الطبية؟
– لم تكن الميكروبات أو الفيروسات معروفةً في زمن الرب يسوع وفي زمن الآباء. وكان الجسد يوضَع في اليد في زمن القديس كيرلس السكندري (انظر شرحه لنص: “لا تلمسيني” (يو 20: 7)).
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل طقس التناول الذي تطوَّر عبر العصور هو محور الإيمان، أم أن الإيمان تنقله وتعبِّر عنه الصلوات؟

Eucharist

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة