التسليم الرسولي كما شرحه القديس أثناسيوس في المقالة الثانية ضد الأريوسيين

          هكذا صار الربُّ البكر وبداية الخلقة الجديدة، إذ خلَّص جسده من الموت وحرره من الفساد، ولذلك، وحسب كلمات الرسولي نفسه: “وهكذا إذ قد صرنا متحدين بجسده، صار لنا خلاصٌ على مثال جسده”. فما حدث لناسوت الرب، سوف يتم فينا نحن البشر. وباقي كلمات الرسولي واضحة جداً: “وبهذا الجسد (جسد الرب) صار الرب هو قائدنا إلى ملكوت السموات وإلى أبيه نفسه لأنه يقول “أنا هو الطريق” (يوحنا 14: 6) وأنا هو الباب (يوحنا 10: 7). وخلف هذه الأسماء الخاصة بالرب، كتب الرسولي: “الجميع يحب أن يدخلوا بي”، ولذلك السبب يُدعى البكر من بين الأموات، لا لأنه أول من مات منا، لأننا متنا قبل أن يموت، بل لأنه أخذ على عاتقه أن يموت لأجلنا، وبذلك أبطل الموت، وصار هو الأول من قام كإنسان، إذ قد أقام جسده لأجلنا، ولأن هذا الجسد (جسد الرب) قد أُقيم، هكذا نحن أيضاً نقوم من الأموات منه وبه” (2: 61).

Apostolic_Delivery_According_to_Athanasius_02.pdf

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع ذات صلة